أسرة مكونة من 15 فرداً، إضافة إلى عائلهم المعوز، يعيشون وضعاً بائساً وإهمالاً على جميع الأصعدة، إلى درجة أن الأسرة لم تستطع ضم أطفالها إلى التعليم العام. رب الأسرة جابر موسى الريثي يعيش مع أسرته في غرفتين من «الهنغر» لا تقيهم شيئاً، باختصار هم يعيشون حاضراً سيئاً وربما يكون المستقبل مظلماً. ويقول الريثي: «لا توجد لدي وظيفة أو مصدر دخل، ولا ضمان اجتماعي، حتى الجمعيات الخيرية تجاهلت وضعي، وأعتمد بعد الله سبحانه وتعالى على ما يجود به بعض أقاربي حد استطاعتهم». ويوضح: «أبلغ من العمر 40 عاماً ولدي زوجتان و13 طفلاً، سبعة منهم غير مضافين في بطاقة العائلة، إذ كنت أعمل في مدرسة براتب شهري 2600 ريال شهرياً، وكان المدير لا يسمح لي بالخروج لقضاء التزاماتي الأسرية». مر جابر بأوقات عصيبة أو مأسوية بحسب كلامه، إلى درجة أنه لم يكن يجد ما يسد به رمق أطفاله، «قررت بعدها أن أستفيد من أية مساعدة تصلني في شراء أغنام على الأقل حتى أستفيد من حليبها مع توفير الرغيف يومياً، وفعلاً اشتريت ثلاث شياه هي كل ما أملك في حياتي، إذ يستفيد أبنائي من حليبها». يسكن الريثي وأسرته في مكان يطلق عليه مجازاً «مسكن»، وهو عبارة عن مجموعة من الغرف بعضها من البلك وبعضها من الشينكو، لا تدل سوى على أن من يسكنها يعاني وضعاً مادياً سيئاً للغاية، «أسهم فاعلو خير في إنشاء غرفتين صغيرتين من الهنغر (الشينكو) حولتهما إلى مخزن للملابس والفرش، إذ كنا قبل ذلك ننام مع بعضنا في غرف مليئة بالأثاث، وكانت الفوضى تعم المكان». المآسي والمصائب الناتجة من العوز لا تتوقف عند حد معين، فأبناء الريثي هم من يدفع الثمن من حاضرهم ومستقبلهم. وعن ذلك يلفت والدهم: «أبنائي لا يدرسون، لم أستطع دفع تكاليف الدراسة»، مؤكداً أن بعضهم في سن متقدمة، إذ إن أكبرهم فتاة في سن ال13. وتعودت الأسرة على علاج أبنائها بالطرق البدائية المتوارثة، «ماذا أفعل؟ ليس في يدي شيء، ولا أملك المال، يمرض الطفل لدي وتصبح حياته في خطر ونعالجه بما يتوافر لدينا من علاجات شعبية حتى يشفى، مع أنني أعلم أنه ربما يموت أحدهم لو كان المرض خطراً، ولكن مرة أخرى أقول ماذا في يدي؟ أنا رجل فقير وليس لدي دخل ولا حتى وسيلة نقل». ويتمنى جابر الريثي من المسؤولين في الجهات الحكومية ذات العلاقة، وتحديداً وزارة الشؤون الاجتماعية العمل على مساعدته وأسرته بتأمين مساعدة شهرية تغنيهم عن الحاجة إلى الآخرين، كما يتمنى من فاعلي الخير الوقوف معه، «لا أريد صدقة من أحد، أريد وظيفة بالقرب من أسرتي أعول بها زوجتي وأطفالي، لا أحد يعلم كم أنا حزين عليهم لو استمر هذا الوضع، هم لم يتعلموا شيئاً ولم يدخلوا المدارس، فكيف سيكون مستقبلهم؟».