أعلنت الأممالمتحدة أمس، أن عدد الضحايا المدنيين في أفغانستان ارتفع بنسبة 14 في المئة عام 2013، وشهد زيادة «مقلقة» في صفوف النساء والأطفال، ما يطرح تساؤلات حول الوضع الأمني في هذا البلد، مع اقتراب موعد انسحاب قوات الحلف الأطلسي (ناتو) بحلول نهاية السنة الحالية. وأكد التقرير السنوي لبعثة الأممالمتحدة في أفغانستان (يوناما) أن النزاع الأفغاني بين متمردي حركة «طالبان» الذين طردوا من الحكم في 2001 من جهة، والقوات الحكومية الأفغانية والتحالف الدولي من جهة أخرى أسفر عن سقوط 2959 قتيلاً مدنياً (بزيادة 7 في المئة عن عام 2012) و5656 جريحاً (بزيادة 17 في المئة). وأشار التقرير إلى ارتفاع «مقلق» لعدد الضحايا النساء (36 في المئة) والأطفال (34 في المئة). وقالت جورجيت غانيون، مسؤولة بعثة الأممالمتحدة المكلفة حقوق الإنسان: «المحزن أن غالبية النساء والأطفال قتلوا أو أصيبوا داخل منازلهم أو في طريقهم إلى المدرسة أو عملهم في حقول». ولاحظ التقرير أن العبوات الناسفة اليدوية الصنع، وهي السلاح الأكثر استخداماً لدى «طالبان»، ظلت في 2013 سبب العدد الأكبر من الضحايا المدنيين (34 في المئة)، وأبدى قلقه من أعمال العنف التي تستهدف الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نيسان (أبريل) المقبل، علماً انه أحصى 25 هجوماً أسفرت عن 4 قتلى مدنيين العام الماضي. ونبّه إلى أن هذه المشاكل الأمنية تهدد بالتأثير «في مشاركة المدنيين» في الانتخابات المقبلة. وأسفت البعثة لأن «تصاعد عدد المدنيين القتلى أو الجرحى في 2013 يذهب في اتجاه معاكس للتراجع المسجل في 2012»، مشيرة إلى أن عدد القتلى العام الماضي يقترب من العدد القياسي المسجل في 2011 (3133 قتيلاً). وعزت الارتفاع خصوصاً إلى «تغيير في دينامية النزاع» بتأثير انسحاب تدريجي لقوات «الناتو» في أفغانستان (ايساف) لحظ العام الماضي نقل مسؤولية الأمن إلى قوات أفغانية تتألف من 350 ألف عنصر، لكنها تعتبر ضعيفة وغير مجهزة في شكل كافٍ. ولفتت البعثة إلى «أن إغلاق قواعد عسكرية دولية وخفض العمليات الجوية والبرية للناتو أعطيا القوات المعادية للحكومة مزيداً من القدرة على الحركة ومهاجمة القوات الأفغانية في بعض المناطق». وأكد رئيس بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان، يان كوبيس، أن «مزيداً من المواجهات على الأرض يعني ارتفاع عدد القتلى والجرحى المدنيين». وتعليقاً على التقرير، أقرّ الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية زاهر عظيمي بأن الضحايا المدنيين هم «موضع قلق، لذا أمرنا قواتنا بتجنب المعارك في مناطق مدنية». واعتبرت قيادة «الناتو» في أفغانستان أن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين «يظهر استمرار ازدراء طالبان بالحياة الإنسانية». وفيما يطرح ارتفاع عدد الضحايا المدنيين العام الماضي تساؤلات حول قدرة القوات الأفغانية على توفير الأمن، خصوصاً أن 50 ألفاً من جنود «الناتو» يستعدون للانسحاب من أفغانستان بحلول نهاية السنة، رأى المحلل عتيق الله أمرخيل، وهو جنرال سابق، أنه من دون دعم الحلف قد تنجر القوات الأفغانية «إلى مواجهات دموية تتسبب في مزيد من الضحايا المدنيين». لكن الجيش الأفغاني سيستطيع الإفادة من دعم غربي بعد 2014 إذا توصلت كابول وواشنطن إلى تفاهم على اتفاق أمني ثنائي سيُمهد لبقاء حوالى 10 آلاف جندي أميركي في أفغانستان. لكن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي يربط توقيع الاتفاق بإطلاق عملية سلام فعلية مع متمردي «طالبان»، علماً أنها متعثرة الآن.