صعّد وزير البنى التحتية والمواصلات الإيطالي ماوريتسيو لوبي وتيرة السجال مع الألمان والإنكليز لاعتراضهم على المشاورات الجارية بين شركة «أليطاليا» الحكومية للطيران وشركة «طيران الاتحاد» الظبيانية، قائلاً خلال مقابلة أجرتها معه القناة الرسمية الثالثة وبُث أمس أن «إيطاليا ليست مجرّد بلد صناعي كبير، بل هي بلد إستراتيجي في إطار المواصلات والنقل الجوي، وكان من واجب الحكومة أن تذود عن مرافق الدولة الإستراتيجية». وأعرب لوبي عن قناعته المُطلقة بأن شراكة «أليطاليا» و «طيران الاتحاد»، «لن تُقصي بالتأكيد ألوان العلم الإيطالي من الأجواء». وأضاف: «إذا كان الإنكليز والألمان يخشون نجاح شراكة مثل هذه، فمرحى بخشيتهم». وشدّد على الأهمية الاستراتيجية لموقع بلاده الجغرافي في مركز المنطقة التي تضم شرق آسيا والبلدان العربية والخليجية الناهضة، ووصف ذلك كونه «معطى إيجابياً للغاية». وردّ لوبي على الاعتراضات الألمانية لصيغة التحالف بين «أليطاليا» و «طيران الاتحاد» واعتبار الألمان له بمثابة «دعم حكومي» يتنافى والقواعد الأوروبية ضد الاحتكار، فاعتبرها «موقفاً خارج المنطق، إذ لماذا لم تعترض ألمانيا على شراء الشركة الإماراتية آر برلين الألمانية، في حين أن طيران الاتحاد لا تطلب شراء أليطاليا كلها، بل المشاركة معها بشراء نسبة قد تصل إلى 48 أو 49 في المئة». وختم الوزير الإيطالي سجاله مع الألمان قوله: «نحن، أعزّتي الألمان نسعى إلى التنافس، ولا وجود لمن في إمكانه الهيمنة على بقايا بلادنا كغنائم. إيطاليا تتصرف كدولة كبيرة، وإذا كان الألمان والإنكليز يشعرون بالاستياء والخوف من هذا، فمرحى بمخاوفهم». وكان الرئيس التنفيذي ل «أوني كريديت» فيديريكو غيزوني وهو أكبر المصارف الإيطالية لجهة الأصول، قال إن «الاتحاد للطيران» والمصارف الدائنة ل «أليطاليا» أجرت محادثات قبل استثمار يحتمل أن تضخه الشركة الإماراتية في الناقلة الإيطالية المتعثرة. ويرجح أن تكون ديون «أليطاليا» والتخفيضات الإضافية في التكاليف الموضوعين الرئيسين في المفاوضات بين شركتي الطيران اللتين أكدتا أنهما في المرحلة النهائية من الفحص الفني بخصوص الاستثمار المحتمل الذي قد يساعد على إعادة «أليطاليا» إلى الربحية. وقال غيزوني إن اجتماعات عقدت بالفعل هذا الأسبوع بين المصارف وشركتي الطيران في روما. وأضاف في مؤتمر صحافي في فيرونا بإيطاليا: «أنا واثق تماماً من التوصل إلى حل». ورداً على سؤال عما إذا كانت إعادة هيكلة الديون مدرجة على جدول أعمال الاجتماعات، قال: «نحن لا نتحدث عن إعادة هيكلة الديون ولكن عن كيف ستمضي العلاقات مع المصارف إذا أصبحت الاتحاد للطيران مساهماً في أليطاليا». ومن بين المصارف الدائنة لشركة «أليطاليا» مصرفا «أوني كريديت» و «انتيسا سان باولو»، وهما أكبر مصرفين في إيطاليا إلى جانب «بانكا بوبولاري دي سوندريو».