على بعد 20 كيلو متراً (جنوب غربي الطائف) يقف جبل «دكا» في مركز الشفا السياحي، الذي يتميز بعلو قمته، باعتباره أعلى قمة في منطقة مكةالمكرمة، كما يستخدمه البعض موقتاً لمعرفة مواعيد الصلاة والصيام والإفطار في رمضان، كون قمة الجبل تعتبر آخر موقع تغرب عنها الشمس. وتسبب ارتفاع قمة الجبل الذي يصل إلى حوالى 2.900 متر عن مستوى سطح البحر في إحداث مشكلة بشأن توقيت غروب الشمس الذي اتضح بعد التدقيق أن الشمس لا تغرب عن الشفا إلا عقب مدينة الطائف بسبع دقائق، بينما تتأخر القمة عن الشفا بدقيقتين أيضاً، فيما وجهت لجنة شرعية وقفت على الوضع، وزارت قمة الجبل أخيراً، بعدم الالتزام بالتقويم، والاكتفاء بغياب قرص الشمس، لأداء الصلاة والإفطار في رمضان. وأوضح عضو المجلس البلدي إبراهيم السفياني ل «الحياة» أن عناصر المناخ تختلف بين قمة الجبل والقاع التي تشمل نسبة الرطوبة والضغط الجوي ودرجة الحرارة، إذ يتميز بقمته التي تعد أعلى قمة في منطقة مكةالمكرمة وليس لها منافس، كما أن جذوره في تهامة، وقمته في السراة. وقال السفياني إن وضع جبل دكا لم يقتصر على هذه الأمور، بل تجاوزها إلى جوانب حساسة تتعلق بالعبادات منها مواعيد الصلاة والصيام والإفطار في رمضان، فقمة الجبل تعتبر آخر موقع تغرب عنها الشمس، وبما أن مركز الشفا يتبع المحافظة إدارياً فيوجد تقويم معروف يصدر سنوياً يحدد مواعيد الصلاة والشروق والغروب، فعندما تم التدقيق فيه اتضح أن الشمس لا تغرب عن الشفا الذي يقع جبل دكا ضمن تضاريسه إلا عقب مدينة الطائف بسبع دقائق، وتتأخر القمة عن الشفا بدقيقتين أيضاً، علماً أن المسافة بين الطائف والشفا تقدر بنحو 20 كيلو متراً. وأضاف «لجنة شرعية من ضمنهم عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله المطلق وقفت على الوضع، وزارت قمة جبل دكا لمعرفة الفرق في الوقت في شعبان الماضي، ووجهت بعدم الالتزام بالتقويم، والاكتفاء بغياب قرص الشمس، لأداء الصلاة والإفطار في رمضان». وأفاد بأن غالبية مدن المنطقة الغربية في رمضان الماضي، كانوا يتناولون طعام الإفطار، بينما نحن نلاحظ الشمس في الأفق لم تغب، مشيراً إلى وجود معاملة ما زالت منظورة لدى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا تتضمن مطالبة من السكان بإصدار تقويم خاص بالشفا، كما أن المدينة كلفت مندوباً زار الموقع، ونفذ عمليات رصد من قمة جبل دكا في هذا الشأن، لكن المعاملة لم تنتهِ بعد. وأوضح أن اختلاف العناصر في الجبل انعكس على الغطاء النباتي للجبل الذي تكسوه أشجار العرعر، فالمتتبع بدقة لجودة النبات سيرصد أن اخضرار النبتة وحيويتها تظهر في قاع الجبل ثم تأخذ في فقد هذه الصفات تدريجياً حتى تصل إلى القمة، فتظهر النبتة في شكل هزيل فاقدة أوراقها، كما أن البعض منها لم يتبق سوى أغصانها، مشيراً إلى أن درجة الحرارة في القمة تصل إلى ما دون الصفر المئوي في فصل الشتاء، ففي علم الجغرافيا المناخية قانوناً يؤكد أنه كلما ارتفعنا عن سطح البحر 150 متراً انخفضت درجة الحرارة درجة واحدة، وارتفاع جبل دكا يلامس الثلاثة آلاف متر.