كلما غربت شمس لاعب سعودي، أشرقت شمس آخر. هذا ليس لأن الوسط الرياضي السعودي ولوداً، بل لأن هناك شبانا سعوديين يدركون أهمية الحضور الرياضي السعودي إقليمياً وقارياً، فعملوا على أنفسهم. دليل ذلك تصدر شبان سعوديين الرياضات الفردية وبمهارة عالية. فكلما بلغ «الحنق» بنا مبلغه ضد الاتحاد السعودي لكرة القدم والرئاسة العامة لرعاية الشباب، يأتي من الوسط الرياضي شاب يطفئ ذلك الحنق، ويوقد فينا جذوة الأمل. بالأمس هاجم السعوديون منتخب بلادهم وطالبوا بإقالة رئيس الاتحاد وغربلة «الرئاسة» والأمر ب«إقالة المدرب» فقد وصلنا قمة الغضب. ووقفنا على حافة اليأس. وقدنا الأمل بالفوز ولو بكأس من ورق. أطفأ قادة الرياضة السعودية شموع قلوبنا، لكن ناصر الشمراني «انتخى» للجماهير السعودية، فأوقد أصابعه شموعاً تنير دروب انتصاراتنا التي نسينا متى كان آخرها. فهذه المرة جاء الضوء مبهجاً من مانيلا من أقصى شرق القارة. كلما انطفأ ضوء في الرياضة السعودية، أشعل شاب سعودي ضوءاً آخر. سعيد العويران أشعل عام 1994 مواقد الروح، ونواف التمياط أضاء عام 2000 منارات الملاعب، وحمد المنتشري أكمل المسيرة وحث الخطى ليضيء آمالنا عام 2006، بعد ذلك بعام امتشق «القناص» ياسر القحطاني بندقيته ليهدي بلاده صيده ثميناً. اليوم ناصر الشمراني يضبط ساعته على وقع التوقيت الفيليبيني، ليهدينا صوته مدوياً ويعيد إلينا شيئاً من الأمل، بعد سقوطنا المدوي في «خليجي22». من بطحاء قريش، من مكةالمكرمة جاء الشمراني ليهدي الوطن انتصاراً هو في أمس الحاجة إليه، فلم يأت ناصر من أندية النخبة ليكون نخبوياً، بل جاء من «الوحدة» ليتدرج في «الأهداف» قبل أن يكون المهاجم الأبرز في واحد من أهم «الدوريات العربية».. الدوري السعودي. الربط بين اللاعب السعودي الأكثر حضوراً ماجد عبدالله وناصر الشمراني جائز. فكلاهما يلعب بحس وطني وأخلاق عالية، هذا ليس قدحاً بالآخرين الذين نعتز بهم، لكنها محاولة لتكريم نجم سعودي أطفأ غضب الجماهير. وقوف ناصر الشمراني على منصة التتويج ببدلته الأنيقة وربطة عنقه التي لا تشبه قلبه الأبيض، هو تتويج لقلوب خذلها صناع القرار الرياضي من الاستمتاع بالوقوف على منصات التتويج، وإن عبر شاشة. شكراً ناصر الشمراني.. شكراً أبطال الرياضات الفردية.