* أحدهم أرسل لي مشكوراً على بريدي الإلكتروني رسالة تتضمن شموعًا سمّاها شموع الحياة، وهي بالفعل نابضة بالحياة، ومتخمة بالمعاني الإنسانية النبيلة؛ ولهذا وددتُ مشاركة القرّاء إيّاها للتأمل. * أولى هذه الشمعات «شمعة الكرم»، فهي تنير دروب الأغنياء، وتُسير القلوب فلا تستقيم حياة الأغنياء إلاَّ بها.. تنير الدرب لإحسان وعطاء، وإلى الزيادة في الكرم.. تجنّب المرء فكر الغرور والاستعلاء.. فاحفظ مالك من الشيطان؛ لتبقى تلك الشمعة مشتعلة.. وأبقِ إحساس قلبك مفتوحًا؛ ليثور بركان الكرم منك.. واجعل الشمعة مشتعلة في قلبك لكي ترفع رأسك بين الناس. * وأمّا الشمعة الثانية فهي «شمعة الأمل» التي تنير دروب الواقفين على الأطلال، وتُسير قلوبهم فلا تستقيم حياة الفاقدين إلاَّ بها.. شمعة تفاؤل وصبر، حيث تنير الطريق للتفاؤل والفرح.. والوصول إلى الابتسامة التي تدلل على وجود الأمل في نفسك.. وتجنّبك منازل الغل والحسرة.. فاحفظ حياتك فرحًا بابتسامة لتقف قويًّا، وأبقِ التفاؤل في قلبك محصنًا.. فإن حياتك مرهونة للحزن، ولن يبدده إلاَّ الأمل.. وتفاءل بالخير تجده دائمًا أمامك.. واشعل شمعة الأمل في ثنايا روحك على الدوام. * وشمعتنا الثالثة هي «شمعة الحلم»، وهي التي تنير دروب الناس، وتُسير حياتهم، فلا تستقيم حياة بدونها.. شمعة تنير الطريق لامتلاك الإنسان لأعصابه، والصبر عن الغضب، وتجنّب عاقبة الغضب والاستهزاء.. فاحفظ قلبك بين الناس جميلاً ورحيمًا لتقف حليمًا.. وأبقِ قلبك بالحلم متيمًا.. فإن حياتك بالحلم أجمل.. ويجعلك في أعين الآخرين أكبر.. اكظم غيظك، وترحم للآخرين تجعل لنفسك أعظم مكانة في قلوبهم. * هذه شموع حياة حقيقية تضيء دروبنا إلى الفضائل، وتستحق التفكير والتأمل والمجاهدة على جعلها سلوكًا حياتيًّا معاشًا لكسب الدنيا والآخرة.. ولا تحتاج إلاَّ إلى إرادة صادقة، ونفس نقية.