قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يواجه أزمة في الائتلاف الحاكم، إنه قد يدعو إلى انتخابات عامة مبكرة ما لم يتوقف الوزراء المتمردون عن مهاجمة سياسات الحكومة. وانقسمت حكومة نتانياهو في شأن عدد من القضايا، بينها موازنة عام 2015 وارتفاع تكاليف المعيشة والسياسة تجاه الفلسطينيين ومشروع قانون دولة الشعب اليهودي الذي يقول منتقدون إنه سيظلم الأقلية العربية التي تعيش في إسرائيل. وصدرت عن نتانياهو أقوى إشارة حتى الآن على احتمال الدعوة لانتخابات مبكرة في تصريحات علنية أمام أعضاء حزب «ليكود» اليميني الذي يرأسه. وقال أمس: «لم أحظ بالوفاء حتى بأهم التزام، وهو ولاء ومسؤولية الوزراء تجاه الحكومة التي يعملون فيها». وأضاف: «أطالب هؤلاء الوزراء بالتوقف عن إضعافي ووقف الهجمات. أطالبهم بالاتحاد وراء السياسة المناسبة لقيادة البلاد من أجل أمنها واقتصادها وخفض تكاليف المعيشة في كل المجالات. إذا وافقوا على ذلك فسيكون بإمكاننا العمل معاً. وإذا رفضوا فسنستخلص النتائج وسنعود للناخبين». وكان من المتوقع أن يلتقي نتانياهو مساء أمس مع اثنين من أشد منتقديه في مجلس الوزراء، هما وزير المال يائير لابيد زعيم حزب «يش عتيد» الوسطي الذي اختلف مع رئيس الوزراء في شأن موازنة الدولة لعام 2015، ووزيرة العدل تسيبي ليفني زعيمة حزب «»هناك مستقبل» الوسطي. وكانت ليفني انتقدت بشدة قانون دولة الشعب اليهودي الذي نال موافقة مجلس الوزراء على رغم اعتراضاتها قبل أسبوع لكن لم يتم بعد عرضه على البرلمان. وأشار استطلاع للرأي نشرته صحيفة «هآرتس» الأحد أنه على رغم تراجع شعبية نتانياهو فإنه من المرجح أن يفوز بولاية رابعة إذا أجريت الانتخابات اليوم. وأظهر الاستطلاع أن معدلات التأييد لنتانياهو تراجعت إلى 35 في المئة مقارنة باثنين وأربعين في المئة في نهاية الحرب على قطاع غزة خلال تموز (يوليو) وآب (أغسطس) لكنه لا يزال يقود السباق ضد منافسين محتملين. وإذا وجه الدعوة إلى إجراء انتخابات فستكون واحدة من الخسائر على الأرجح هي موازنة عام 2015. ووافق البرلمان الشهر الماضي في شكل مبدئي على حزمة إنفاق قيمتها 417 بليون شيقل (107 بلايين دولار). وإذا لم يتم التوصل لاتفاق ولم يعط البرلمان موافقته النهائية بحلول نهاية هذا العام فستتم الاستعانة بالموازنة الأصلية لعام 2014 التي تستبعد زيادات منتصف العام لتحديد مخصصات الإنفاق للعام المقبل. وأجريت الانتخابات البرلمانية الماضية في كانون الثاني (يناير) عام 2013 واستغرق نتانياهو شهرين لتشكيل حكومة ائتلافية من خمسة أحزاب.