أعلنت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) التابعة للأمم المتحدة أنها بدأت حملة تلقيح ضد شلل الأطفال في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوبدمشق الذي تحاصره القوات النظامية السورية منذ أشهر. وقال الناطق باسم الوكالة كريس غانيس أن "الأونروا نقلت عشرة الآف لقاح ضد شلل الأطفال إلى مخيم اليرموك". وأدخلت أخيراً دفعات عدة من المساعدات الغذائية إلى المخيم الذي يخضع لحصار خانق منذ أشهر ويعيش فيه حوالى 20 ألف شخص. وشاركت في العملية منظمات تابعة للأمم المتحدة بالتنسيق مع السلطات السورية، وبعد وفاة حوالى تسعين شخصاً على الأقل داخل المخيم بسبب نقص الغذاء وعدم وجود الرعاية الطبية الملائمة، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. ويشهد المخيم معارك بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية منذ صيف 2012، ويشارك مسلحون في القتال، بعضهم الى جانب المعارضين وآخرون الى جانب القوات النظامية، فيما تسيطر المعارضة على أجزاء واسعة من المخيم. وتسببت المعارك بتدمير أجزاء كبيرة منه وبنزوح عشرات الآلاف. وقال غانيس أن "العملية تمت بنجاح من دون أن يشوبها أي حادثة"، مشيراً إلى أن "عملية تلقيح الآلاف من الأطفال في المخيم جارية". وأشار الى أن عملية توزيع المساعدات الغذائية التي بدأت في 18 كانون الثاني (يناير) الماضي متواصلة، مؤكداً توزيع 5194 حصة غذائية من جانب الاونروا. كما تمكن 1500 فلسطيني يشكلون حالات إنسانية تحتاج الى عناية ملحة من مغادرة المخيم مع مرافقين لهم من عائلاتهم او ممن يعنون بهم، وتتم هذه العملية بموجب اتفاق ابرم بين مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على المخيم وجميع الفصائل الفلسطينية والحكومة السورية، وفق ما أوضح مسؤول فلسطيني. وأنشئ مخيم اليرموك في العام 1957 لإيواء لاجئين فلسطينيين، إلاّ أنه تحول خلال العقود الماضية الى منطقة تجارية وسكنية تضم مباني من طبقات عدة يقيم فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين والسوريين.