دخلت لليوم التالي على التوالي، قافلة من المساعدات الغذائية أمس الى مخيم اليرموك في جنوبدمشق، الذي تحاصره القوات النظامية السورية منذ أشهر. وقال الناطق باسم وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كريس غونيس ان «عاملين في اونروا بدأوا توزيع الحصص الغذائية صباح (أمس) وسلموا حتى الآن اقل من مئة حصة»، مشيراً الى ان ذلك «يأتي غداة توزيع 1026 حصة غذائية» أول أمس. وكان غونيس أفاد الخميس أن الوكالة وزعت أكثر من ألف حصة تكفي كل منها عائلة مؤلفة من ثمانية اشخاص مدة عشرة ايام. وقافلة أمس، هي الثالثة تدخل المخيم منذ 21 كانون الثاني (يناير) الماضي. وأوضح غونيس الخميس أن عدد المحتاجين لهذه المساعدات «يقدر بعشرات الآلاف، بينهم نساء وأطفال». وقدر عدد الفلسطينيين الذين يحتاجون للمساعدة من بينهم بنحو 18 ألفاً. وتحدث نشطاء عن إطلاق نار بعد دخول قوافل المساعدات. وقالوا إن الحكومة تستخدم التجويع كسلاح في الحرب للضغط على المعارضة. وأحصى «المرصد السوري لحقوق الانسان» وفاة 87 شخصاً في المخيم بسبب الحصار المفروض من القوات النظامية منذ حزيران (يونيو) الماضي. وأنشئ مخيم اليرموك في العام 1957 كمخيم للاجئين الفلسطينيين، الا انه تحول خلال العقود الماضية الى منطقة تجارية وسكنية تضم مباني من طبقات عدة يقيم فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين والسوريين. وقبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، قارب تعداد الفلسطينيين في اليرموك 150 الفاً. ومع تمدد المعارك في صيف 2012 الى احياء على أطراف دمشق، نزح العديد من سكان العاصمة الى اليرموك، ما رفع عدد سكانه في شكل ملحوظ. لكن المخيم نفسه سرعان ما تحول الى ساحة حرب، وانتقل اليه العديد من السوريين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية. وشارك مسلحون فلسطينيون في القتال، بعضهم الى جانب المعارضين، وآخرون الى جانب القوات النظامية، لا سيما منهم عناصر الفصائل الموالية للنظام، أبرزها «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» بزعامة أحمد جبريل.