تواصل تساقط المدنيين المحاصرين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيينجنوبدمشق بسبب الجوع والنقص الحاد في المواد الطبية والغذائية، حيث توفي فجر أمس 6 أشخاص، بينهم امرأتان وطفل. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان: "فارق 6 أشخاص الحياة، بينهم سيدتان وطفل، جراء النقص الشديد في المواد الطبية والغذائية وسوء الأوضاع الصحية والإنسانية في المخيم المحاصر من القوات النظامية منذ نحو 200 يوم". وأضاف المرصد: "بذلك يرتفع إلى 75 عدد الذين فارقوا الحياة منذ يونيو من العام الماضي، بينهم 24 سيدة و4 أطفال، في المخيم الذي يسيطر مقاتلو المعارضة على غالبية أحيائه". من جهته، قال مسؤول الهيئة الوطنية الأهلية الفلسطينية في المخيم فؤاد العمر في تصريحات إعلامية، إن أهالي المخيم يعيشون مأساة قاتلة، حيث لا غذاء ولا ماء ولا كهرباء، مشيراً إلى أنه لم يتم إخراج إلا 65 حالة مرضية خطيرة إلى خارج المخيم من أصل 422 حالة وافقت السلطات السورية على خروجها. وأضاف أنهم حاولوا منذ 5 أيام إخراج 180 حالة مرضية حرجة للغاية من المخيم، لكنهم تعرضوا لإطلاق الرصاص، مما اضطرهم للعودة أدراجهم، كما أشار إلى أنه تم إدخال 70 سلة غذائية فقط للمخيم من أصل 200. ولم تنجح الجهود المبذولة من المنظمات الدولية والإنسانية حتى الآن بإدخال قوافل الإغاثة للمناطق المحاصرة التي يعد مخيم اليرموك الفلسطيني من أبرزها. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "أونروا" إن نقاط تفتيش حكومية عرقلت عملها، رغم تأكيد الحكومة السورية أنها ستسمح بتوزيع المساعدات. وأضافت أن سلطات دمشق أكدت لها في 18 يناير الجاري أنها تستطيع توصيل الغذاء وغيره من المساعدات لمخيم اليرموك، حيث يخضع السكان المدنيون لحصار تفرضه قوات الجيش السوري منذ أشهر على مقاتلي المعارضة. وقال المتحدث باسم الوكالة كريس جينس: "نشعر بإحباط شديد لأن التأكيد الذي قدمته السلطات لم يدعمه حتى هذه اللحظة فعل على الأرض لتسهيل الدخول السريع والمنتظم إلى اليرموك". وأضاف: "في الحالات التي منحت فيها سلطات نقاط التفتيش الإذن بدخول طرود الغذاء وغيرها من مواد الإغاثة، شددت الأونروا على أن وتيرة توزيع هذه المواد بطيئة إلى حد إجهاض الغرض الإنساني من الدخول". وكان ناشطون بثوا مؤخراً صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي من المخيم، تظهر حالات وفاة بسبب الجوع الناجم عن الحصار الذي تفرضه منذ أشهر قوات النظام بالتعاون مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة. وأظهرت الصور مشاهد لأشخاص وقد بدت على أجسادهم آثار الجوع بسبب الحصار المتواصل منذ نحو 7 أشهر.