أعلنت مديرية الأمن (الآسايش) في محافظة السليمانية اعتقال أربعة عناصر من تنظيم «داعش» بتهمة التخطيط لتفجير مبنى المديرية وإعادة تنظيم عناصر سابقين في حركة «أنصار الإسلام» المتشددة، فيما عزا متابع لشؤون الجماعات الإسلامية التوتر الأمني في المحافظة إلى فشل توحيد الإدارتين الكرديتين، والخلافات بين قيادات «الاتحاد الوطني» بزعامة الرئيس جلال طالباني. وشهدت السليمانية، خلال كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ثلاثة هجمات منفصلة بعبوات ناسفة استهدف سيارات تابعة لقوات «البيشمركة»، وفي أعقابها أعلن اعتقال أمير في تنظيم «القاعدة» وشقيقه، واتهمت وكالة «الحماية والمعلومات» الحكومية «جماعات إرهابية» عادت من سورية بالوقوف وراء الهجمات، بعد حملة تفتيش شملت عدداً من المساجد، وأسفرت عن ضبط أجهزة حاسوب إضافة إلى «أدلة ووثائق». وأكدت المديرية في بيان أمس «اعتقال ثلاثة متهمين جميعهم من السليمانية، في 25 من كانون الأول العام الماضي، بتهمة تنفيذ هجمات، واعترفوا بالتهم الموجهة إليهم أمام القاضي المختص»، كما أشار البيان إلى «اعتقال أمير تابع لتنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، في 13 كانون الثاني (يناير) الماضي، وهو من قضاء جمجمال (تابع لمحافظة السليمانية)، واعترف بأنه كلف من قبل والي التنظيم في كركوك باستهداف مبنى مديرية آسايش السليمانية». وشدد البيان على أن الأخير «أعترف أيضاً بالتخطيط لإعادة تنظيم الأعضاء السابقين في جماعة أنصار الإسلام، وتمكن من استدعاء أمير آخر في داعش للإقامة في إقليم كردستان، وهو خبير في صناعة المتفجرات، ومتورط في العديد من الهجمات التي نفذت في محافظة كركوك». وانشقت جماعة «أنصار الإسلام»، بزعامة الملا كريكار عن الحركة «الإسلامية الكردستانية»، وبدأ نشاطها مطلع عام 2001، واتخذت المناطق الجبلية المتاخمة بين السليمانية والحدود الإيرانية مقراً لها، قبل طردها خلال معارك شنها حزب طالباني، بدعم جوي أميركي، ويقضي كريكار حالياً حكماً بالسجن في النروج، بتهم تتعلق ب «الإرهاب». وقال المتابع لشؤون الجماعات الإسلامية زانا روستاي ل «الحياة» إن «تزايد نشاط الجماعات المتشددة في السليمانية، وانحسارها في اربيل ودهوك، يثبت فشل جهود الإقليم في توحيد الأجهزة الأمنية للإدارتين السابقتين اللتين تشكلتا في أعقاب الحرب الداخلية منتصف تسعينات القرن الماضي، ويعكس قوة وإمكانات الأجهزة الأمنية في اربيل ودهوك، على حساب تراجع نظيرتها في السليمانية كما أن الأزمة الداخلية التي يعاني منها الاتحاد الوطني، والخلافات المتصاعدة بين قياداته منذ غياب زعيمه التاريخي جلال طالباني، باعتباره المسؤول عن إدارة السليمانية، خلق أجواء متوترة، وشكل ذلك عاملاً مشجعاً لتغلغل بعض العناصر المتشددة». وأوضح : «صحيح أن جماعة أنصار الإسلام تم القضاء عليها، لكن يبدو أن بعض الجماعات تحاول البحث عن موطئ قدم في الإقليم، ويجب التذكير بأن المقرات الرئيسة لهذه الجماعة كانت في مناطق تابعة للسليمانية وشكلت بيئة لكسب البعض بخلاف بقية المناطق، وقد تكون بعض الجذور قد بقيت بشكل محدود، ومن السهولة إعادة الاتصال بها عبر وسائل الاتصال الحديثة».