أعلن في بغداد أمس اعتقال زعيم «جيش انصار السنة» في العراق، ومقتل مساعده واعتقال عشرات آخرين في عمليات نفذتها قوات عراقية - أميركية مشتركة في محافظة كركوك. وما زال الغموض يلف زعامة هذه الجماعة السنية التي أصبحت منتصف عام 2006 مجموعتين، اتخذت الأولى اسم «انصار الاسلام» بزعامة ابو عبدالله الشافعي وتحالفت مع تنظيم «القاعدة»، فيما اتخذت الثانية اسم «انصار السنة/الهيئة الشرعية» بزعامة عبدالوهاب بن محمد السلطان (ابو عمر) وتحالفت مع «الجيش الاسلامي». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع اللواء محمد العسكري ان «قواتنا تمكنت من اعتقال زعيم «جيش انصار السنة» محمد حرضاوي، وقتل مساعده سعدون علوش واعتقال آخرين جميعهم عراقيون». وأضاف ان «العملية نفذت أمس في ناحية الرشاد (65 كلم جنوب كركوك) وجرى خلالها العثور على كميات من الاسلحة ومواد متفجرة». وللمرة الثانية، منذ بداية العام، يتم إعلان اعتقال «امير انصار السنة». وكان الناطق باسم قوات امن بغداد قاسم عطا قال مطلع العام ان قوات عراقية تمكنت من اعتقال كاظم عبد السريوي واسمه الحقيقي ثامر السامرائي زعيم جماعة «أنصار السنة» المسؤولة عن تنفيذ عدد من الهجمات وعمليات الاغتيال بين عامي 2006 و2008». وجماعة «انصار السنة» انشقت عن تنظيم «أنصار الاسلام» الذي نشط في جبال اقليم كردستان على الحدود العراقية الايرانية قرب بلدة حلبجة، وقائده الكردي ابو عبدالله الشافعي الذي اصدر قبل ايام بيانا حول فلسطين. ويعود الغموض حول التنظيم الى تعرضه لانشقاقات مستمرة منذ تأسيسه بداية التسعينات من القرن الماضي. وكان ابرز تلك الانشقاقات خروج احد مؤسسيه الملا علي بابير منه وانشاؤه جماعة غير مسلحة باسم «الجماعة الاسلامية» في كردستان التي انشقت بدورها الى اكثر من فصيل، منها «جماعة الاصلاح بزعامة»الملا كريكار. اما التنظيم الاصلي الذي يعتنق «السلفية الجهادية» فتحالف مع تنظيم «جند الشام» بقيادة ابو مصعب الزرقاوي عام 2003 وتحول الى تنظيم «التوحيد والجهاد»، ثم «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين»، قبل ان يصبح ما يعرف اليوم ب «دولة العراق الاسلامية» وما زال الغموض يلف شخصية زعيمه ابو عمر البغدادي الذي اعلنت القوات العراقية اعتقاله منذ اسبوعين. وعلى رغم ما هو معروف عن علاقات وطيدة تربط الشافعي مع بزعيم تنظيم «القاعدة» ابو حمزة المهاجر في العراق فإن الشافعي لم يعلن الانضمام الى دولة العراق الاسلامية. لكنه غيّر اسم تنظيمه اوائل عام 2005 من «انصار الاسلام» الى «انصار السنة». ومع بروز الخلافات بين االجماعات المسلحة عام 2006 انشق «القاضي» الشرعي ل «جيش انصار السنة» عبدالوهاب بن محمد السلطان عن الشافعي لتأسيس تنظيم «انصار السنة - الهيئة الشرعية» والتنظيم الاخير تحالف مع «الجيش الاسلامي» وعدد من الفصائل في «جبهة الجهاد والاصلاح» ومن ثم «المجلس السياسي للمقاومة العراقية». وبعد شهور من الانشقاق اعلن الشافعي اعادة اسم «انصار الاسلام» الى مجموعته وصار يوجه خطابات منذ ذلك الحين باسم «امير جماعة انصار الاسلام». وكان مكتب القائد العام للقوات المسلحة اعلن عام 2008 أيضا اعتقال زعيم تنظيم «انصار السنة في العراق» الشيخ منتصر حمود عليوي الجبوري.