وجَّه المرشد الجديد للحركة الاسلامية في إقليم كردستان، انتقادات إلى الحكومة المحلية واتهمها بتهميش الوزير الذي يمثلها، مشيراً إلى أن الحركة «ستسعى إلى إعادة مؤسس جماعة أنصار الإسلام الملا كريكار إلى الإقليم». وقال عرفان علي عبد العزيز، خلال مؤتمر صحافي في أربيل مساء السبت، بعد أيام من انتهاء أعمال المؤتمر العاشر للحركة: «سنعمل ما في وسعنا لإعادة كريكار، لأنه لم يرتكب اي جرم». وحكم القضاء النروجي على كريكار في آذار (مارس) الماضي بالسجن خمس سنوات بعد إدانته «بتهديد مسؤولين نروجيين بالقتل، وثلاثة من مواطنيه العراقيين عبر الإنترنت». وتعرضت الحركة الإسلامية إلى انشقاقات عدة منذ تأسيسها عام 1987، بعد أن كانت بمثابة الأم للحركات الإسلامية، وكان أبرزها انشقاق كريكار وتأسيسه حركة «أنصار الإسلام»، وتلاه علي بابير، الذي أسس حزب «الجماعة الإسلامية»، التي دخلت في نزاعات مسلحة مع حزب الرئيس جلال طالباني، وحصلت على مقعدين في الانتخابات التشريعية التي جرت في الإقليم عام 2009. وتمخض عن مؤتمر الحركة التي اختتمت أعمالها الاسبوع الماضي قيادة جديدة تضم أربعة من ابناء المرشد الاسبق للحركة علي عبد العزيز وبناته، بينهم المرشد الجديد. وانتقد عبد العزيز الحكومة الكردية قائلاً: «نحن نؤمن بمشاركتنا في الحكومة من خلال وزارة الأوقاف، لكننا لسنا مشاركين في رسم سياسة الحكومة، فقد تم تعيين 170 موظفاً في الوزارة من دون علمنا». وقال المحلل السياسي زانا روستايي ل «الحياة»، إن «تصريحات المرشد الجديد تدل على روح المعارضة السياسية، رغم مشاركته في الحكومة، وباعتباره من القيادات الشابة، يسعى إلى استمالة آراء الجماهير وإعطاء إشارة بالدخول في مرحلة جديدة من النضال». وأضاف أن «التغيير في سياسة الحركة لن يكون جذرياً، ولأن جماهيريتها محدودة تحاول استقطاب عواطف الجمهور والناخبين ودغدغتها من خلال هذا الخطاب». وعن مساعي الحركة لإعادة الملا كريكار إلى الإقليم، قال: «كأي رئيس حزب جديد سيسعى إلى تبرئة ساحة كريكار، إذ إن هناك شائعات تقول إن المرشد الجديد انقلب على المرشد القديم من خلال العمل على استقطاب الأصوات لصالحه، باعتباره وريثاً لوالده الشيخ عبد العزيز، ويرى الكثيرون أن الحركة تسيطر عليها أسرة واحدة مكونة من المرشد وثلاثة من إخوته هم أعضاء في القيادة بعد أن تم استبعاد بعض الأصوات المعارضة». وأشار إلى أن المرشد الجديد «لا بد أن يكون له أجندة جديدة وخطاب مختلف لإرضاء بعض القواعد التي قد لا تكون مرتاحة إلى هذه النتيجة، استعداداً لمؤتمر الحركة». وكانت حركة «أنصار الإسلام» بزعامة كريكار، اتخذت عام 2001 المناطق الجبلية القريبة من قضاء حلبجة في محافظة السليمانية، منطلقاً لنشاطاتها المسلحة، إلا أن قواعدها تعرضت لضربات جوية موجعة نفذها الجيش الأميركي أثناء غزو العراق.