بدأت لجنة حكومية يمنية أمس التوسط لوقف النزاع بين الحوثيين وقبائل حاشد في محافظة عمران، بعد يوم من سيطرة الحوثيين على معاقل آل الأحمر، وغداة تفجيرات هزت ليل العاصمة صنعاء في موقعين منفصلين قرب السفارة الفرنسية ووزارة الدفاع، وفي ظل فوضى أمنية تجددت معها أمس عمليات خطف الأجانب ومهاجمة خطوط الطاقة الرئيسية. وتزامنت الأحداث مع زيارة قصيرة غير معلنة أجراها أمس الرئيس عبدربه منصور هادي إلى دولة الكويت، من دون أن تكشف المصادر الحكومية سببها أو نتائجها، وهي أول زيارة له خارج البلاد بعد الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني. وأكدت مصادر قبلية ل «الحياة» أن الحوثيين وآل الأحمر استجابوا أمس وساطة حكومية جديدة رأسها أمين العاصمة عبدالقادر علي هلال وقضت بسحب المسلحين من المواقع التي يتمركزون فيها وتسليمها إلى الجيش وتأمين الطرقات ووقف إطلاق النار، في حين شككت المصادر في التزام الطرفين الاتفاق في ظل استمرارهما في حشد أنصارهما على الأرض متوقعةً نشوب جولات أخرى من المعارك. وكان الحوثيون تمكنوا أول من أمس من السيطرة على معاقل آل الأحمر وهم زعماء قبيلة حاشد ذات النفوذ الواسع شمال اليمن، وأحكموا قبضتهم على منطقة الخمري ومدينة حوث بعد يومين من المعارك الضارية. واستيقظت صنعاء ليل الأحد - الاثنين على دوي ثلاثة انفجارات متزامنة أحدها قرب السفارة الفرنسية في حي حدة، على مقربة من منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والآخران في منطقة مجاورة لوزارة الدفاع في حب باب اليمن. وفضلت السلطات الصمت إزاء هذه التفجيرات، إلا أن مصادر أمنية كشفت ل «الحياة» أن الانفجار الأول ناجم عن قذيفة صاروخية أطلقها مجهولون، وسقط جزء منها على أحد المنازل ما أدى إلى نشوب حريق فيه كما تضرر عدد من السيارات في الشارع المجاور، وجاء الآخران نتيجة انفجار عبوتين ناسفتين زرعتا في حافلة صغيرة جوار السور الغربي لوزارة الدفاع. وأكدت المصادر أن ثلاثة أشخاص من المارة أصيبوا جراء هذه الانفجارات التي لا يعلم من يقف وراءها، في حين ذهب مراقبون إلى أنها جاءت للتغطية على أحداث المعارك في محافظة عمران وسقوط معاقل آل الأحمر في يدي الحوثيين. واستمراراً لانفلات الأمن أقدم مجهولون أمس على خطف بريطاني في صنعاء يعمل لدى شركة نفطية ومعه يمنيان، بعد يومين من خطف ألماني واقتياده إلى محافظة مأرب (شرق صنعاء)، وقال شهود إن «أربعة مسلحين اعترضوا سيارة البريطاني في حي حدة جنوب العاصمة وأجبروه مع مرافقيه اليمنيين على الصعود في سيارتهم قبل أن يقتادوهم إلى مكان مجهول». وذكرت المصادر الحكومية أن اللجنة الأمنية بمحافظة مأرب أقرت أمس «اتخاذ جملة من الإجراءات لملاحقة خاطفي المواطن الألماني رودجير شمت».