كثف الجيش العراقي وجوده في أطراف الفلوجة، خصوصاً عند مدخليها الجنوبي والشرقي، تمهيداً لاقتحامها، فيما احتشد مسلحو «داعش» وبعض العشائر في أحيائها. وقالت مصادر في الفلوجة ل «الحياة» إن «المسلحين تلقوا أنباء الحشود العسكرية باستعدادات مماثلة على ثلاثة محاور يتوقعون أن تكون منطلقاً لهجوم الجيش. وفخخوا المنازل ونشروا أسلحة متوسطة قادرة على مواجهة المروحيات على أسطح المباني». وأضافت أن «عدد المسلحين ازداد خلال اليومين الماضين، وقد دعوا عبر مآذن الجوامع الأهالي للانضمام إليهم لحماية مركز المدينة وليس للقتال عند مشارفها»، مشيرة إلى أن «كثيرين انضموا إليهم». وأشارت إلى أن «إقدام الحكومة على قطع شبكات الهاتف النقال والإنترنت والتيار الكهربائي عن المدينة عزل سكانها عما يجري خارجها»، وأوضحت أن «مآذن الجوامع التي يسيطر عليها المسلحون أصبحت الوسيلة الوحيدة للتواصل مع الأهالي». إلى ذلك، قالت مصادر أمنية في الرمادي، شمال غربي الفلوجة ل «الحياة» إن «تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى الأنبار (أول من) أمس بعد أن تم تأمين الطريق السريع الذي أصبح المنفذ الوحيد الرابط بين بغداد والمحافظة»، مؤكدة أن «الجيش أنهى استعداداته لاقتحام الفلوجة، ونفت التعليق على تحديد موعد الهجوم». كما نفت المحافظة علمها بالموعد، وقال نائب رئيس المجلس صالح العيبساوي ل «الحياة»: «لم نبلغ موعد الهجوم، كما أن استعدادات الجيش غير كافية لتنفيذ عملية بهذا الحجم». إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع في بيان أمس إحكام سيطرتها على منطقة الملعب، شرق مدينة الرمادي، وأوضحت أن «قواتنا المسلحة، بإسناد مباشر من القوة الجوية وطيران الجيش، وبالتعاون مع أبناء وشيوخ عشائر الأنبار والشرطة المحلية نفذت عمليات نوعية دقيقة ليل الأحد - الاثنين تمكنت خلالها من قتل أكثر من 50 إرهابياً من تنظيمات داعش وإبطال مفعول 135 عبوة ناسفة وتدمير 7 عربات، اثنتان منها محملتان رشاشات أحادية ودراجة نارية مفخخة في منطقة الملعب». وفي صلاح الدين أعلنت مصادر أمنية أن قوات من الشرطة المحلية، بمساندة شيوخ العشائر في جنوب قضاء الدور، أطلقت حملة واسعة لملاحقة الجماعات المسلحة التي تحتمي في المناطق الوعرة باتجاه سلسلة جبال حمرين.