أكدت مصادر سياسية عراقية قرب بدء عملية اقتحام مدينة الفلوجة من قِبَل قوات العشائر بإسناد مباشر من القوات الأمنية. ودعا رئيس مؤتمر صحوة العراق، أحمد أبو ريشة، أمس، إلى وقف القصف الذي ينفذه الجيش على مدينة الفلوجة، وأوضح أن «العشائر ستطرد المسلحين منها قريباً»، مشيراً في بيانٍ له إلى أن «قوات العشائر وضعت خطة متكاملة بالتنسيق مع قيادة شرطة محافظة الأنبار لاقتحام الفلوجة وطرد الجماعات المسلحة منها». وأرجع أبو ريشة التأخر في اقتحام الفلوجة من قِبَل العشائر إلى الخوف على أرواح المدنيين فيها وممتلكاتهم، وتابع: «نعمل على اقتناص الفرصة المناسبة بحيث لا يسفر الهجوم عن سقوط أي مدني من أهالي الفلوجة». وأقر رئيس مؤتمر صحوة العراق أن «عملية القصف المدفعي للجيش على المدينة راح ضحيتها أبرياء، لذا يجب أن يتوقف القصف»، معتبراً أن الحل سيكون داخلياً من قِبَل العشائر قريباً. وشدد على أن «العشائر استدعت عناصر الشرطة في الفلوجة وجمعتهم واستدعت شخصيات بارزة في الحرب على الإرهاب والقاعدة، ونأمل أن يكون الحل سريعاً وبعيداً عن تدخل الجيش». وكانت مصادر سياسية من مدينة الأنبار أشارت في اتصال هاتفي مع «الشرق» إلى أن «القوات الأمنية تستعد لاقتحام منطقة البو فراج على أطراف الرمادي لاستعادتها من سيطرة تنظيم داعش»، كما أفادت باستيلاء قوات الشرطة المحلية وأبناء العشائر على مناطق وسط وغربي الفلوجة. وأكدت المصادر أن تحركاً للقوات سيبدأ «خلال الساعات المقبلة للتعامل مع هؤلاء المسلحين الذين يتحصنون في هذه المدينة وينشرون القناصة على أسطح المباني لرد أي محاولة هجوم من القطاعات العسكرية»، وشددت هذه المصادر على أن الخطة ستعتمد على طريقة الأرض المحروقة ولن يكون أمام عناصر داعش إلا خياران، «إما الموت على يد القوات الأمنية أو تسليم أنفسهم». من جانب آخر، قُتِلَ وجُرِحَ 15 شخصاً بينهم أطفال ونساء في قصف جوي لأحياء في الفلوجة، وأشارت المصادر إلى أن مروحيات عسكرية قصفت صباح أمس حيي جبيل والشهداء جنوبي الفلوجة، وأدى القصف إلى مقتل امرأة و3 أطفال وإصابة 11 شخصاً، بينهم نساء وأطفال بجروح. سياسياً، اتهم رئيس الوزراء، نوري المالكي، في تصريحات متلفزة أمس رئيس مجلس النواب، أسامة النجيفي، ب «إنكار» حقيقة وجود قيادات في القاعدة في ساحات اعتصام الأنبار، معتبراً أن المزايدة السياسية هي من دفعت النجيفي إلى ذلك، فيما نفى أن يكون شح السلاح هو الذي أخَّر تعامل الحكومة مع تلك الساحات. وأكد المالكي أنه أخبر النجيفي أكثر من مرة أن ساحات الاعتصام تضم قيادات في القاعدة تفخخ وتفجر في بغداد والمحافظات الجنوبية، لكنه رد بأن هذا الكلام غير صحيح. وأضاف المالكي أن «رئيس مؤتمر صحوة العراق أكد صحة هذه المعلومات عندما أخبره النجيفي بذلك». وكان النجيفي دعا الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى تقديم «النصيحة والإسناد» للعراق للخروج من الأزمة الحالية، وفيما حمَّل الحكومة المركزية مسؤولية انتشار تنظيم القاعدة في محافظة الأنبار، تعهد ب «إخراج القاعدة خلال أيام إذا أعطت الحكومة أهالي الأنبار حقوقهم».