واصلت القوات ملاحقة مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وآخرين مناهضين للحكومة في محافظة الأنبار، فيما حذرت الاممالمتحدة من ارتفاع عدد المهجرين. ويخشى من أن يكون المسلحون قد لغموا الشوارع والمنازل في الفلوجة. وبدأ الجيش العراقي الأحد عملية واسعة النطاق ضد «داعش» في مدينة الرمادي التي خرجت بعض أحيائها في وسط وجنوب المدينة عن سيطرة الحكومة، على ما أعلن الفريق محمد العسكري، الناطق باسم وزارة الدفاع. وأكد ضابط برتبة رائد في الشرطة أمس «استمرار تنفيذ العمليات لطرد مسلحي داعش من مناطق في وسط وجنوب الرمادي». وقال: «أصيب 12 من عناصر الشرطة وأبناء العشائر برصاص قناصين خلال الساعات الماضية، في أحياء الملعب والضباط في وسط المدينة». وذكر الرائد أن قوات الأمن و «الصحوات» وابناء العشائر يواصلون السيطرة على مدينة الرمادي، فيما يواصل الجيش الانتشار في اطراف المدينة. وما زالت الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) ثاني اهم مدن محافظة الانبار، خارج سيطرة القوات العراقية منذ نحو ثلاثة اسابيع. وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية استمرار انتشار مسلحين من تنظيم «داعش» في المدينة، فيما ينتشر مسلحو العشائر في الاطراف الخارجية التي شهدت هدوءاً، بعد الاشتباكات التي وقعت على الطريق الخارجي. ودعا زعيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» ابو بكر البغدادي في تسجيل قبل ايام، «اهل السنة في العراق الى مقاتلة الجيش والزحف الى بغداد». وعلمت «الحياة» من مصادر امنية رفيعة المستوى في الانبار ان قوات الامن اكملت وضع خطة لاقتحام الفلوجة. لكن هناك مخاوف من نصب «داعش» مكامن في المدينة. وقال مصدر امني رفيع المستوى في محافظة الانبار في اتصال مع «الحياة» امس، طالباً عدم الاشارة الى اسمه ان «قوات الامن اكملت وضع الخطط لاقتحام الفلوجة التي يسيطر عليها داعش ويقوم بترهيب الاهالي». وأضاف ان «الخطة تتضمن كيفية اقتحام المدينة ومحاور الهجوم وتطويقها لمنع المسلحين من الفرار»، ولفت الى ان «معلومات استخباراتية تصل الينا من داخل الفلوجة تساعدنا على رغم شحتها لمعرفة اماكن انتشار الارهابيين». وأوضح ان «ابرز التحديات مخاوف من اقدام داعش على تفخيخ المنازل وزرع الطرق بالعبوات الناسفة». وأضاف ان «معلوماتنا الاستخباراتية تؤكد امتلاك المسلحين اسلحة متوسطة تم نشرها على اسطح منازل وبنايات عالية تستطيع اسقاط طائرات الهيليكوبرتر ما يصعب توفير غطاء جوي للعملية العسكرية». وقال قائد قوات العمليات الخاصة «الذهبية» اللواء فاضل برواري امس على حسابه في فايسبوك «نزف بشرى إلى العراقيين بسحق أرهبيي داعش في منطقة البو بالي والفلوجة هدفنا التالي حيث تجري استعدادات لهجوم شامل واسع النطاق». وأعلن ايضاً العثور على جثث اربع عناصر من القوات الخاصة تم قتلهم قبل ايام وتم تسليمهم الى ذويهم. وأعلنت وزارة الدفاع في بيان ان قوات الجيش تمكنت من «قتل والي الانبار المدعو اسماعيل لطيف المكنى ابو مهند السويداوي في منطقة الكرطان». من جهة أخرى، أعلن ائتلاف «متحدون»، بزعامة رئيس البرلمان اسامة النجيفي في بيان أنه «التقى في واشنطن وزير الخارجية الاميركي جون كيري، في مستهل زيارته الولاياتالمتحدة تلبية لدعوة من البيت الأبيض»، وأوضح ان «الجانبين بحثا خلال اللقاء في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العلاقات التي تربط البلدين». في غضون ذلك، حذرت الأممالمتحدة عبر ممثلها في العراق نيكولاي ملادينوف من تفاقم ازمة المهجرين وارتفاع اعدادهم في محافظة الانبار. وجاء في بيان للبعثة أنه تم تسجيل اكثر من 22 الف مهجر في محافظة الانبار، فيما نزحت عائلات اخرى الى محافظات اربيل وكربلاء وبابل والنجف وبغداد. وقال ملادينوف من «الضروري عمل كل ما يمكن عمله لحماية السكان المدنيين من اعمال العنف». وأضاف: «لا يزال الوصول الى المتضررين يشكل تحدياً كبيراً». وأكد ان «الأممالمتحدة في العراق تواصل العمل مع الحكومة وسلطات محافظة الانبار والقادة المحليين للوصول الى العائلات في المناطق التي تشهد اشتباكات».