شددت الأجهزة الأمنية إجراءاتها في تكريت (شمالاً) والمناطق المتاخمة، فيما اعلنت القوات الاميركية مشاركتها في البحث عن 16 معتقلاً من عناصر «القاعدة» فروا الخميس من السجن المركزي في صلاح الدين. وأعلنت الشرطة العراقية امس انها اعتقلت 6 منهم، بينهم العقل المدبر لعملية الفرار. وأكد نائب محافظ صلاح الدين أمين عزيز «إهمال وتقصير الضباط المسؤولين عن حماية المعتقل». وأوضح ان «التحقيقات الاولية اثبتت أن السجناء فروا عبر نافذه دورة المياه في الجزء الخلفي من المعتقل، مستغلين غياب الضباط المشرفين على ادارة السجن وحراسه الذين غادر معظمهم اماكنهم للإحتفال بعيد الفطر، متناسين واجباتهم». وزاد أن «المسؤولية تقع على عاتق الضباط الذين لم يلتزموا ضوابط العمل، فضلاً عن عدم سيطرتهم على الحراس المكلفين حماية النزلاء وإحكام بواباته ومنافذه المطلة على الاجزاء القريبة من بعض القرى والقصبات». وأكد عزيز انه «خلال فترة العيد لم يبق في السجن سوى 3 أو 4 حراس». وأوضح ان «الفارين استغلوا الفرصة لتنفيذ خطتهم». وتابع أنه «بعد التنسيق والمتابعة مع نقاط التفتيش المنتشرة في المناطق والقرى المتاخمة لمحافظة صلاح الدين تم اعتقال اربعة، بينهم اثنان من المحكومين بالاعدام على خلفية تورطهم بجرائم الارهاب، واعتقل الاول في منطقة البوعجيل المجاورة للمحافظة والثاني في قضاء الدور وآخر في سامراء والرابع في تكريت». وكانت القوات العراقية اعتقلت فارين آخرين. ونفى عزيز تواطؤ الضباط او الحراس مع الفارين، وقال: «استبعد التواطؤ مع الارهابيين الفارين لكن هذا لا يخلي مسؤولية الضباط عن الحادث كونهم المسبب الاول في تهيئة ظروف الفرار». من جهته، اكد المستشار الاعلامي للقوات الاميركية نادر سليمان في اتصال مع «الحياة» ان «القوات الاميركية تشارك الاجهزة الامنية العراقية في حملات التفتيش والبحث عن السجناء الفارين». وأوضح ان «مشاركتنا كانت من خلال تقديم الاستشارة والمراقبة الجوية لتسهيل عملية التقصي والبحث عن المطلوبين في القصبات والقرى المتاخمة للمحافظة». وكان مصدر في الشرطة قال الخميس أن 16 معتقلاً ينتمون الى تنظيم «القاعدة تمكنوا ليل الأربعاء – الخميس من الفرار من داخل معتقل تابع لمديرية مكافحة الإرهاب في تكريت بعد أن خلعوا نافذة حمام وتسلقوا سوراً ارتفاعه أربعة أمتار». يذكر أن القوات الأمنية في محافظة ديالى اتخذت إجراءات تحسباً لوصول الفارين إلى المحافظة لا سيما في ناحية العظيم (50 كلم شمال بعقوبة). وأشار مصدر أمني إلى ان عملية واسعة تجرى لملاحقة السجناء. وقلل من خطورة الفارين، مؤكداً «انهم لن يتمكنوا من تنفيذ جرائم كونهم باتوا معروفين لسكان المناطق المتاخمة، ما يعيق تنفيذ مخططاتهم اذا ارادوا تنفيذها». وتابع ان «الغطاء الجوي سيمنعهم من اللجوء إلى المحافظات الاخرى». وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء عبدالكريم خلف أن السلطات المعنية اتخذت إجراءات أمنية مشددة في المحافظات المجاورة، مشيراً إلى إرسال وحدات للمطاردة ووحدات مراقبة إضافية إلى الحدود العراقية مع سورية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن خلف قوله إن عدداً من الفارين اعتقلوا إضافة إلى إلقاء القبض على المسؤولين عن حماية المعتقل، لافتاً إلى أن ستة من المعتقلين الفارين يعتبرون خطرين. من جهته، أكد النائب عن كتلة الفضيلة عمار طعمة ان «لجنة الامن والدفاع البرلمانية ستعمل جاهدة للتوصل الى حقيقة فرار المعتقلين». وقال انها «عازمة على التحقيق في هذا الامر مع اللجنة الامنية في مجلس محافظة صلاح الدين إضافة الى وزارة الداخلية للوقوف على الاسباب الحقيقية».