دعا رئيس الحكومة الإيطالية إنريكو ليتا أمس دول الخليج العربية إلى الاستفادة من الفرص المتاحة لدى إيطاليا في ما يتعلّق بالتعاون الاقتصادي. وأوضح في دبي في مستهل جولة خليجية تشمل كلاً من الإمارات وقطر والكويت، أن «ثمة كثيراً من الفرص المتاحة للتعاون الاقتصادي المنشود، وفي شتى المجالات، منها قطاع النقل الجوي، خصوصاً الاتصالات الجارية بين طيران الاتحاد في الإمارات وأليطاليا، وكذلك في مجال الصناعة والتجارة، والأسواق المالية، والقطاعات الاقتصادية كلها». واستقبل الشيخ نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم ليتا بحضور ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم. وركز الجانبان على سبل توطيد علاقات التعاون بين الإماراتوإيطاليا في مجالات التجارة والاستثمار وقطاعات أخرى تحظى بالاهتمام المشترك كالجمارك والتخصيص وغيرها. وأكد الشيخ محمد أن الإمارات تعمل على فتح قنوات جديدة مع مختلف الدول الصديقة من أجل البحث في إمكانات التعاون في شتى الميادين، خصوصاً التي تعود بالنفع على الإمارات وهذه الدول. وأعرب ليتا عن رغبة بلاده حكومة وشعباً وقطاعاً خاصاً بتوسيع مجالات التعاون والشراكة مع الإمارات، خصوصاً أن لدى إيطاليا برنامج تخصيص يتيح فرصاً جديدة للاستثمار. ونوه بوجود 300 شركة إيطالية تعمل في الإمارات في مختلف المجالات. وكان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان استقبل ليتا أول من أمس وبحثا في دعم علاقات التعاون الثنائية بين الإماراتوإيطاليا في مختلف المجالات. واستعرض الشيخ محمد رؤية الإمارات بقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في توثيق علاقات الدولة مع الدول الصديقة وانتهاجها مبدأ التعاون وبناء الصداقات والتحاور وتحقيق المصالح المشتركة. وجرى خلال اللقاء تناول العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية وأكد الجانبان أهمية فتح آفاق أوسع للتعاون والتنسيق والتشاور في القضايا التي تهم البلدين. وحض ليتا في مقابلة مع قناة «العربية» على «الأخذ في الاعتبار أن إيطاليا تقوم اليوم بتخصيص عدد من القطاعات والمؤسسات الحيوية، على غرار مؤسسة البريد الحكومية والأحواض المائية وغيرها، في عملية قد تناهز قيمتها 15 بليون يورو»، مشدّداً على أن «إيطاليا ترحّب بالتعاون مع الإمارات وباقي دول الخليج، في إطار عمليات التخصيص المُزمعة»، مشيراً إلى أن بلاده «تسعى اليوم إلى جذب مزيد من رؤوس الأموال الخليجية، بهدف تعزيز الاستثمار. بموازاة ذلك، فإن كثيراً من رؤوس الأموال الإيطالية تسعى اليوم إلى الاستثمار في الإمارات وبقية دول الخليج». وشدّد ليتّا على أن «الوضع كان صعباً للغاية خلال السنوات الخمس الماضية، إذ واجهنا الأزمة في أوروبا وفي منطقة اليورو وواجهت إيطاليا صعوبات بسبب الديون التي تراكمت لدينا من السابق، وبرأيي فإن العام الحالي سيشكّل نقطة تحوّل بالنسبة إلينا، فبدأنا تقليص الدين العام بعد ست سنوات، وصرنا نتحكّم بالعجز للسنة الثالثة على التوالي، ولدينا فائدة ب 2.5 في المئة، وستكون لدينا، للمرة الأولى سنة تشهد نمواً بواقع واحد في المئة، ونتوقّع تغيراً في السنة المقبلة، لذا جئنا إلى هنا لعرض مخطط واسع وكبير للتخصيص والاستثمار في إيطاليا، وأعتقد أن هذه الفرصة جيّدة للغاية».