كشف مدير إدارة الدراسات في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الدكتور سعيد السريحة عن ارتفاع نسب تعاطي المخدرات في المناطق الأكثر ازدحاماً (منطقة مكةالمكرمة، الرياض، والمنطقة الشرقية)، التي تتراوح نسب التعاطي فيها بين 1.7 و1.8 في المئة، بينما تتخفض النسبة في المناطق الداخلية (منطقة الباحة، عسير، حائل، القصيم، والمدينة المنورة) بسبب الضبط الاجتماعي والأسري في هذه المناطق. وأكد السريحة في حديث ل «الحياة» عدم وجود مسح دقيق يبين نسبة تعاطي المخدرات بين الفتيات، ولكن بالتعاون مع المركز الوطني لأبحاث الشباب تم تطبيق دراسة واسعة قبل نحو عام ونصف العام، على مناطق السعودية كافة، لقياس أبعاد عدة من بينها قياس مدى تعاطي المؤثرات العقلية عامة بين فئات الشبان والشابات. وأضاف «المناطق الأكثر ازدحاماً (منطقة مكةالمكرمة، الرياض، والمنطقة الشرقية) كانت من أعلى المناطق تعاطياً للمخدرات، إذا ما تمت مقارنتها بالمناطق الحدودية (تبوك وجازان)، إذ تصل نسب التعاطي فيها إلى نحو 1.7، و 1.8 في المئة، بينما المناطق الداخلية (منطقة الباحة، عسير، حائل، القصيم، والمدينة المنورة) كانت نسب التعاطي فيها أقل بكثير من المناطق المزدحمة والحدودية، ويعود ذلك إلى قوة الترابط، والضبط الاجتماعي والأسري في هذه المناطق». وبيّن أن النسبة كانت مطمئنة جداً، إذ بلغت نسبة الشباب الذين يتعاطون المخدرات على سبيل التجربة وليس الإدمان حوالى 1.6 في المئة تقريباً، بين فئة الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً، إذ إن مصداقية الاستبانات لا تكون في العادة ذات دقة عالية، لكنها تعطي مؤشراً جيداً. وحول تعاطي الفتيات للمخدرات بشكل خاص، أكد مدير إدارة الدراسات في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عدم وجود دلالات واضحة تخص ذلك، رغم أن العينة التي أجريت عليها الدراسة بلغت نحو ستة آلاف فتاة، موضحاً أن نسب التعاطي كانت ضئيلة جداً، ولا توازي عُشر النسبة لدى الشبان. وأشار إلى وجود تعاطٍ ملاحظ ل «الحشيش» بين الفتيات لا يمكن إنكاره، إذ بدأت النسبة في الزيادة، بحسب المعلومات الكيفية وليست الكمية، إذ تم رصد عدد من الملاحظات بين طالبات الجامعات المدخنات على وجه التحديد داخل الجامعات التي لا توجد فيها سياسات لمنع التدخين، الفتيات المدخنات بشكل عام، وبين النساء المرتادات لمقاهي «المعسلات»، إضافة إلى فتيات «الطبقة المخملية»، بسبب قلة الوعي، وضعف المراقبة الأسرية. وأفاد بعدم وجود من تروج لتعاطي «الحشيش» بين الفتيات، إذ إن الفتيات أنفسهن هن من يوقعن بعضهن في دائرة التعاطي، «مدخنة الحشيش تدعو صديقاتها المدخنات، حتى لا تكون وحدها هي من تدخن «الحشيش»، وتتطور المسألة حتى تصل الفتاة بعد فترة من الإدمان إلى الترويج، إذ إن ثقافة تعاطي «الحشيش» بين الفتيات ليست ثقافة محلية، ولكنها ثقافة مستجلبة من الخارج، وبخاصة خلال رصد بعض استشارات الإدمان لفتيات مبتعثات إلى الخارج».