في عملية هي الأولى من نوعها تستهدف مسؤولاً ليبياً رفيع المستوى منذ سقوط نظام معمر القذافي، نجا نائب رئيس الوزراء المكلف شؤون وزارة الداخلية الصديق عبد الكريم، من محاولة اغتيال في العاصمة طرابلس أمس. وقال البهلول الصيد مدير مكتب عبد الكريم، إن مسلحين أطلقوا وابلاً من الرصاص على الوزير خلال توجهه إلى مقر عمله وفروا، مشيراً إلى أن «الوزير ومرافقيه لم يُصابوا بأذى». وكان عبد الكريم وهو نائب رئيس الحكومة الموقتة لشؤون التنمية تولى إضافةً إلى عمله إدارة وزارة الداخلية منذ استقالة الوزير محمد الشيخ في آب (أغسطس) الماضي. ويأتي الهجوم بعد أقل من ثلاثة أسابيع على اغتيال وكيل وزارة الصناعة حسن الدروعي الذي قُتل بالرصاص في سرت (500 كلم شرق طرابلس). في غضون ذلك، استعاد الجيش الليبي والثوار المنضوون تحت رئاسة الأركان العامة السيطرة ليل أول من أمس، على قاعدة تمنهنت الجوية في سبها (جنوب) التي كانت احتلتها مجموعات مسلحة متهمة بالولاء لنظام القذافي قبل نحو أسبوعين. وأعلن الناطق باسم رئاسة الأركان العامة للجيش العقيد علي الشيخي أن «العمل جارٍ لتأمين القاعدة البالغة مساحتها نحو 15 كيلومتراً مربعاً، وملاحقة فلول النظام السابق الذين كانوا احتلوها». وأوضح أن «رئاسة الأركان ستشرف على العمليات في منطقة سبها». وأكد رئيس المجلس المحلي لمدينة سبها أيوب الزروق أن «قوات الجيش والثوار رفعوا العلم الوطني على البوابة الرئيسية لقاعدة تمنهنت عقب دخولها من محاور وأسروا عدداً من أتباع النظام المنهار». وذكر الزروق أن «هدوءاً حذراً يسيطر على أحياء سبها وضواحيها، وأن حركة السكان محدودة جداً في ظل عدم توافر الوقود وإغلاق المحلات التجارية والمؤسسات التعليمية». وقال عضو غرفة العمليات العسكرية في سبها الفرجاني عقيلة إن «اشتباكات متقطعة مستمرة في أحياء من سبها لملاحقة أزلام النظام السابق الذين تمكنوا من الفرار إلى المدينة والاختباء في أحيائها». وقال مصدر طبي: «منذ 11 كانون الثاني (يناير)، قُتل 107 أشخاص على الأقل وأُصيب 154 آخرون في مواجهات سبها». وأضاف أن «قتيلين وستة جرحى سقطوا خلال اشتباكات ليل الثلثاء - الأربعاء لاستعادة السيطرة على القاعدة». على صعيد آخر، أعلن رئيس مصلحة الجوازات والجنسية الليبية العميد محمد التميمي أن جواز السفر الجديد الذي بدأ إصداره مطلع السنة «سيحاصر أعداء الثورة» في أماكن إقامتهم، في إشارةٍ إلى مسؤولي نظام القذافي الموجودين خارج البلاد.