نجح الجيش الليبي أمس، في بسط سيطرته على مدينة سبها (عاصمة الجنوب) بعد اشتباكات استمرت اياماً، مع مسلحين من التبو ومرتزقة تشاديين متهمين بالولاء لنظام معمر القذافي، فيما انتقل التوتر الى جنوب العاصمة طرابلس حيث طاردت كتائب الثوار مسلحين محسوبين على فلول النظام السابق، واشتبكت معهم. وفي وقت سجل سقوط قتلى وجرحى نتيجة الاشتباكات في سبها والضواحي الجنوبية للعاصمة، أبلغت مصادر أمنية وسياسية «الحياة» في طرابلس امس، ان «مجموعات مسلحة تحتفظ بولائها للنظام السابق، عمدت الى توتير الوضع الأمني في أكثر من منطقة في انحاء البلاد»، ما دفع المؤتمر الوطني العام (البرلمان) والحكومة الى «اعلان حال استنفار والاستعانة بتعزيزات من ثوار مصراتة ومدن أخرى، للتحرك تحت إمرة رئاسة الاركان من أجل ضبط الوضع». ونفذ سلاح الجو الليبي ضربات استهدفت مواقع المسلحين في مناطق قريبة من سبها. وأفاد شهود بأنهم سمعوا دوي ثلاثة انفجارات شرق سبها بعد تحليق طائرة من طراز «ميغ 23» تابعة لسلاح الجو في اجواء المدينة التي تعرضت لقصف عشوائي من مواقع المسلحين، اسفر عن سقوط 4 قتلى من الجيش و3 مدنيين، إلى جانب عدد من الجرحى الاحد. ووصلت الى سبها امس، تعزيزات من مدينة مصراتة قوامها مئات من الثوار من عناصر «الكتيبة 154 للحماية والحراسة» التي الحقت برئاسة الأركان. وتمركزت عناصر الكتيبة في قاعدة «تمنهنت» العسكرية التي تعرضت لهجمات متكررة من المسلحين في محاولة للسيطرة عليها. في غضون ذلك، انضم ثوار من مناطق في طرابلس وضواحيها ومن نالوت ويفرن والقلعة (الجبل الغربي) الى وحدات الجيش الليبي، في عملية ضخمة لتطهير منطقة ورشفانة جنوب العاصمة الليبية من «مسلحين محسوبين على النظام السابق، نفذوا سرقات وأعمال قطع طرق وقتل وخطف»، كما أفادت «غرفة العمليات المشتركة» (الثوار والجيش). وسجلت اشتباكات خلال عمليات دهم ومطاردة المسلحين، أسفرت عن سقوط 23 قتيلاً و25 جريحاً، بينهم 3 قتلى و10 جرحى في صفوف القوات الأمنية التي اعتقلت 30 مطلوباً بينهم جرحى، نُقلوا الى مستشفيات للعلاج. وأعلنت «غرفة العمليات المشتركة» في طرابلس إن الاشتبكات تركزت في منطقة الماية، خلال مطاردة «المخربين» والتي شملت مدينة العزيزية وبلدات مجاورة. في المقابل، أصدرت مجموعة من قبائل ورشفانة بياناً دانت فيه شن العملية الامنية في مناطقها من دون تنسيق مسبق مع أعيانها. وندد البيان باستقدام قوات من مناطق أخرى، ما يعزز الانقسام «الجهوي» في البلاد. واعتبرت القبائل العملية الأمنية «اعتداء على المدنيين العزل» تحت ستار «حجج واهية وإشاعات ملفقة»، معربة عن تنديدها ب «استعمال القوة المفرطة والاسلحة الثقيلة في مواجهة السكان». واتهم البيان «المؤتمر الوطني العام بالاشتراك في مؤامرة من اجل التمديد له والبقاء في السلطة»، من خلال تضخيم المخاوف من مظاهر انفلات امني وربطها بفلول النظام السابق. وحمّلت القبائل الحكومة الموقتة والمؤتمر مسؤولية «ما يحدث من ترويع للسكان الآمنين وقتل للأبرياء، يذكّران بممارسات الفاشية الايطالية». واتهمت القبائل القوات الأمنية ب «خطف رئيس المجلس المحلي ومجلس الشورى في ورشفانة»، وطالبت بإطلاقهما ووقف الأعمال «العدائية» ضد المنطقة. تزامن ذلك مع انتقادات للمؤتمر الوطني بسبب إعلانه «حال النفير العام» بعد الاشتباكات في سبها. واعتبر منتقدون ان المجلس يتعرض لضغوط لإضفاء صفة شرعية على الكتائب المسلحة ومجموعات الثوار، في مقابل تمرير قرار تمديد ولايته الى تموز (يوليو) المقبل، بعدما كان مفترضاً ان تنتهي في آذار (مارس) 2014. على صعيد آخر، خطف مسلحون في طرابلس هان سوك وو، مدير «الوكالة الكورية لتشجيع التجارة والاستثمار» (كوترا). وأكدت سفارة كوريا الجنوبية في العاصمة خطف مواطنها الذي يأتي بعد خطف ايطاليين يعملان في مجال تصنيع الاسمنت قرب مدينة درنة (شرق) الجمعة الماضي.