إثر مصالحة بين عائلتي القرحاني من بلدة السويسة، وصلاح الدين من بلدة فنيدق في عكار (شمال لبنان)، بعد قيام الشاب محمود صلاح الدين (21 عاماً) بخطف الطفلة فاطمة القرحاني (11 عاماً) منذ ما يقارب العشرة أيام، تم تزويجهما. وجرت المصالحة برعاية آمر سرية حلبا في قوى الأمن الداخلي المقدم ماجد الأيوبي. وإثر ذلك تم عقد قران محمود وفاطمة بالوكالة عنهما في المحكمة الشرعية في حلبا، حيث حضر خالد قرحاني عم فاطمة بالوكالة عنها، وعلي صلاح الدين بالوكالة عن ابن أخيه محمود. ولفت قرحاني إلى "أننا أجبرنا على المصالحة بعد فشل كل المساعي التي قامت بها العائلة لاستعادة الطفلة، بحجة أن العملية تمت برضاها على حد قول جميع فاعليات بلدة فنيدق الذين تم التواصل معهم في شأن حل القضية". وسأل: "من يأخذ بكلام طفلة عمرها 11 عاما وثلاثة أشهر؟ وهل تدرك معنى الزواج في هذا العمر؟". قال: "وضعونا أمام الأمر الواقع بعدما قاموا بتزويج الفتاة". وأشار إلى أنّ "والد فاطمة عجز عن الحضور لاتمام الصلح، بسبب غضبه الشديد وعدم قدرته على تقبل الأمر". وكانت فاطمة ظهرت منذ أيام في شريط فيديو مصور تدعو فيه والدها إلى الكف عن ملاحقتها، "لأنها لن تعود إلى المنزل وستمضي بقية حياتها إلى جانب زوجها لأنها تحبه وهي التي طلبت منه أن يتزوجها". يشار الى ان القانون اللبناني عاجز عن الحكم في قضية مشابهة، لأنّ المسألة من اختصاص الشرع الذي يربط جواز زواج القاصر (دون 18 عاماً) بموافقة ولي أمرها، ولا يوجد عقوبة جزائية على خاطف فتاة وإنما غرامة بسيطة، وهذا ما يشجّع عمليات الخطف المشابهة.