إثارة طوال الدقائق التسعين وما بعدها، وهدف قاتل في الدقائق الأخيرة وعودة للقناص وجدل تحكيمي تستمر حدته، كل ذلك قدّمه سباق الصدارة في منافساته أمس، لكن الأحداث لم تكن كافية لتغيير شيء، بعد أن حكمت الدقائق الأخيرة لمباراة الفتح والنصر بفوز الأخير، وقضت بالأمر ذاته الدقائق الأولى من مباراة الهلال والتعاون، سباق الصدارة المشتعل بين الندين لا زال يصب في مصلحة الفريق «الأصفر»، الذي استمر مبتعداً عن وصيفه بفارق النقاط الست، بانتظار حُكم الجولات المقبلة على ما يفصل بينهما. الفتح - النصر رغبة النصر في تحقيق فوز يضمن له الفارق النقطي الواسع كانت واضحة من بداية المباراة، وفي المقابل تجلى التركيز العالي على أداء الخصوم الذين وضح تركيزهم وحرصهم على قتل هجمات الضيوف من بدايتها. ومع مضي الدقائق في غياب واضح لأية خطورة نصراوية اكتسب لاعبو الفتح الثقة وزاد قربهم من منطقة الجزاء النصراوية، باستثناء كرة لم ينجح البرازيلي إيلتون في تصويبها للمرمى. المعطيات منحت الفتح فرصة الوصول إلى المرمى. ومن كرات طويلة متناقلة في شكل سريع استقبل المهاجم الكونغولي دوريس سالمو كرة قوية أودعها يمين حارس النصر عبدالله العنزي الذي فشل في التعاطي معها واكتفى بمشاهدتها (33). وحاول النصر بناء هجماته والوصول إلى مرمى الخصم، لكن أياً من المحاولات الهادئة لم ينجح في تغيير النتيجة، لينتهي الشوط الأول على حاله. وفي الشوط الثاني، لم يتوان النصر في كشف عن هوية المتصدر، فتسيد المباراة ولم يتأخر لاعبوه في إدراك غايتهم، إذ تطلب تغيير النتيجة 5 دقائق فقط، بعد أن فشل لاعبو الفتح في التعاطي في إبعاد كرة على رأس منطقة الجزاء، ليستقبلها يحيى الشهري خارج منطقة الجزاء ويرسلها قوية نحو المرمى معيداً المباراة إلى لحظة بدايتها. لكن التعادل الذي جاء بعد طول انتظار لم يكن كافياً بالنسبة للمتصدر، والحال ذاته ينطبق على الفتح الباحث عن الهرب من المراكز المتأخرة، فتبادل الفريقان الهجمات ما دفعهم إلى التخلي عن الجوانب الدفاعية، وذلك منح المهاجمين مساحة أكبر للتحرك، فتبادل الفريقان الهجمات الخطرة، ودانت في أغلبها للنصر، وجاء أخطرها من طريق المتحرك محمد السهلاوي أوقفتها العارضة، قبل هجمتين تناوب على إضاعتها إيلتون من النصر وحسن الراهب. في المقابل نجح عبدالله العنزي في إيقاف هجمة خطرة قبل ولوجها المرمى بعد أن نجح بدر الخميس بالانفراد بالمرمى ليحولها الأول إلى ركلة ركنية. استمرت المباراة على حالها، وتخللتها توقفات كبيرة نتيجة سقوط عدد من لاعبي الفريقين بداعي الإصابة ما دفع حكم المباراة إلى احتساب ستة دقائق كوقت بدل ضائع، مضت منه أربع بحسب ما تمنى أصحاب الأرض، لكن ذلك لم يدم، إذ نجح المدافع عمر هوساوي في التعاطي مع كرة حولها له حسن الراهب إليه فأودعها الشباك ليقتل بها طموحات أصحاب الأرض الذين أطالوا الاحتجاج أمام حكم اللقاء بعد الهدف. الهلال - التعاون حاول الضيوف مفاجأة أصحاب الدار بهدف باكر يربك خطوطهم، من خلال الهجوم الضاغط مع الدقائق الأولى، إلا أن الاندفاع غير المبرر ترك مساحات خالية في المناطق الخلفية استفاد منها ناصر الشمراني بعدما انسل من بين المدافعين من الجهة اليمنى ليلعب كرة عرضية زاحفة، لتجد ياسر القحطاني في الزمان والمكان، فلدغها بيمينه داخل شباك الضيوف، وأعاد به الأذهان الهدف الذي سجله للمنتخب السعودي في مرمى نظيره التونسي في مونديال 2006. حقق المدير الفني لفريق الهلال سامي الجابر مبتغاه في الدقيقة الثالثة من المباراة، وهذا الهدف منح أصحاب الدار مزيداً من الثقة، وتناقلوا الكرة في منتصف الملعب، وتهيأت لمهاجميه فرص مضاعفة النتيجة، إلا أن يقظة حارس ودفاع التعاون كانت في المرصاد لجميع الطلعات الهجومية التي دائماً ما يكون خلفها البرازيلي نيفيز. ومع مرور ال30 دقيقة الأولى تحسن أداء لاعبي التعاون، وشنوا هجوماً على مرمى حسن شيعان بغية إحراز هدف التعديل، وكاد ماجد هزازي أن يهز الشباك إلا أن كرته ارتدت من القائم، وفي الدقيقة الأخيرة سقط لاعب التعاون مدالله العليان داخل منطقة جزاء الهلال، طالب على إثرها لاعبي التعاون بركلة جزاء، إلا أن حكم المباراة فهد العريني أمر باستمرار اللعب. وفي الشوط الثاني، واصل أصحاب الأرض بحثهم عن تعزيز النتيجة وكاد نيفيز أن يزور الشباك بعدما سدد كرة صاروخية من ركلة ثابتة تعاطف القائم الأيمن مع الضيوف وحرم الهلال من هدف التعزيز. استمرت السيطرة الهلالية بفضل تحركات نيفيز في منطقة صناعة اللعب ونواف العابد من الطرف الأيمن وناصر الشمراني من الطرف الأيسر وشكلوا عبئاً على الدفاعات التعاونية، فيما غابت الخطورة من جانب الضيوف لبقاء المهاجم الكاميروني إيفولو وحيداً في المقدمة. وبعد مرور الثلث ساعة الأولى من هذا الشوط، تحركت أوراق المدربين، إذ استغنى سامي الجابر عن عبدالله الزوري وزج بسلمان الفرج، ليأتي الرد المباشر من توفيق روابح عندما دفع بالمهاجم ثامر المشيقح بغية تعزيز النواحي الهجومية الغائبة تماماً في هذا الشوط، إلا أن الحال لم تختلف حتى صافرة النهاية. مشاهدات - أعادت لجنة التحكيم في أشواط السرعة الشوط الأول من جديد بعد الانطلاقة الخاطئة من الفرسان، إذ تمت إعادته بعد انتهاء منافسات الشوط السادس. - أسهمت التسهيلات التي قدمتها اللجنة المنظمة في عملية دخول الجماهير لمتابعة نشاطات المهرجان، ويتوقع أن يتضاعف الحضور بدءاً من اليوم مع انطلاقة مسابقة عروض الجمال. - تحوّل المركز الإعلامي في مزرعة الخالدية إلى ورشة عمل للإعلاميين الذين يغطون منافسات المهرجان، إذ حضر عدد كبير من وسائل الإعلام الأجنبية الذين جاءوا خصيصاً لتغطية الحدث العالمي.