قدّر رئيس اللجنة السياحية في الغرفة التجارية الصناعية في المدينةالمنورة عبدالغني الأنصاري، حجم الأموال التي ضخها 50 ألف زائر يقضون هذه الأيام رحلة عمرة المولد النبوي في السعودية ب350 مليون ريال تمثل تكاليف الرحلة لكل زائر. ولم يكن الأنصاري الذي يشغل أيضاً عضو مجلس إدارة غرفة تجارة المدينة راضياً خلال حديثه إلى «الحياة» عن معدلات إشغال فنادق طيبة خلال موسم العمرة الحالي التي لم تتجاوز 50 في المئة، موضحاً أن 240 فندقاً في المدينة تتجاوز طاقتها الاستيعابية 120 ألف غرفة لم يتمكن القائمون عليها من استقطاب نزلاء سوى النصف في موسم عمرة المولد النبوي الذي يحظى بأهمية كبرى في كثير من الدول الإسلامية. وأضاف: «بغض النظر عن الاختلاف الشرعي حول تحديد ذكرى مولد الرسول الكريم بعمرة أو جواز الاحتفال به، نتكلم هنا عن فرصة استثمارية فرطنا فيها ولم نتمكن من تسويقها بصورة مناسبة، سواء من فنادقنا أم من شركات الطيران أو غيرها من القطاعات، مثل هذه المناسبة كان ينبغي أن تدّر على اقتصادنا مئات الملايين من الريالات لو أحسنّا التصرف». ووصف الأنصاري قطاع اقتصادات الحج والعمرة ب«النفط القادم» للسعودية ومورداً مهماً يسهم في تنويع الدخل لاقتصاد البلد، ويساعد جزئياً على معالجة مشكلة البطالة بها، وتوفير الوظائف للباحثين عن العمل في منطقة الحجاز تحديداً. وتابع: «أضرب على هذا مثالاً، ففي موسم العمرة الحالي لو تم التسويق في شكل جدي لهذه الأيام من كل عام وارتفعت نسبة إشغال فنادقنا إلى المعدل الكامل فلن تقل الأموال التي سيضخها الزوار عن بليون ريال، يستفيد منها المشاركون في الدائرة الاقتصادية كاملة التي تبدأ من إصدار التأشيرة وحتى عودة الزائر إلى بلده، وليس فقط ملاك الفنادق، إذ يستفيد سائق التاكسي وبائع الهدايا ومشغلو المطاعم وشركات الطيران والسياحة». وأشار إلى أن السعودية بمقدورها أن تصنع موسم «حج جديد» بتكثيف جهودها في المناسبات الدينية للمسلمين، ومن ضمنها موسم عمرة المولد النبوي الذي يبدأ عادة مطلع ربيع الأول ويستمر أسبوعين، بشرط أن تركز على الجوانب الاستثمارية التي تخدم مصالح المملكة اقتصادياً. وزاد: «هناك جوانب ثقافية عند بعض المجتمعات المسلمة في احترامها لهذا اليوم، إذ تنفذ للعمرة في هذه المناسبة برامج سياحية خاصة ضخمة في بعض الدول العربية والاسلامية مثل مصر وباكستان ويصدر له برنامجاً باسم «برنامج المولد النبوي»، ومن الأولى أن تقيم الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بالحج والعمرة بتقديم برامج مشابهة». وانتقد الأنصاري الخطوط الجوية العربية السعودية التي تعد الناقل الجوي الوطني الذي كانت تنتظر منه الدولة زيادة دخلها، إلا أنها فرطت في فرص عظيمة في هذا الجانب، وقال: «كان ينبغي على شركة طيران وطنية لديها أسطول ضخم من الطائرات أن تستغل هذه الفرصة وتطلق برنامجاً لنقل الزوار والمعتمرين في هذه المناسبة، بدلاً من أن تفوز بهذه الحصة شركات أجنبية». وأضاف: «الطيران التركي والإماراتي والقطري يحمل حجاجاً ومعتمرين أكثر من الخطوط السعودية ويستغل المناسبات الدينية عادة أفضل من خطوطنا، التي كان يفترض منها أن تسوّق للبلد وتضيف له عوائد مالية مجزية وتستغل جميع الفرص الاستثمارية التي من الممكن أن تنشأ في هذا القطاع، إلا أن الأمر يبدو وكأن الحج والعمرة تقام في بلد آخر غير السعودية، الكثير من الزوار والمعتمرين يأتون على الخطوط التركية من أوروبا إلى إسطنبول ومنها إلى المدينة، فيما من المفترض أن تسوق «السعودية» لنفسها جيداً لتنقلهم مباشرة من بلدانهم الأوروبية إلى المدينة». وحول نسبة نمو القطاع الفندقي في المدينة أشار رئيس اللجنة السياحية في غرفة تجارة المدينة إلى أنه في ظل مشروع توسعة المسجد النبوي فإن معدلات النمو للقطاع توقفت تماماً وليس هناك أي مشاريع فندقية جديدة في المدينة، مبيناً أن الجميع في حال ترقب ينتظرون من الدولة الإفصاح عن تفاصيل التوسعة متى تبدأ وماذا تشمل من المناطق ليحددوا قراراتهم الاستثمارية.