حرك تدفق الآلاف من الزوار والمعتمرين من داخل السعودية وخارجها لزيارة المسجد النبوي الشريف، جمود عمليتي البيع والشراء، وسوق الفنادق والشقق المفروشة، خصوصاً في المنطقة المركزية. وحازت أسواق المنطقة المركزية في المدينة على النصيب الأوفر من انتعاش الحركة التجارية وزيادة النسبة الشرائية من الزوار والمعتمرين، نظراً إلى قربها من المسجد النبوي الشريف، وتوافر المستلزمات كافة والأسواق والمولات فيها. واتضح من خلال جولة نفذتها «الحياة» تزايد إقبال المعتمرين على شراء التمور والإليكترونيات وكاميرات التصوير الفوتغرافي والفيديو والأقشمة والسجاجيد والسبح والخردوات المختلفة. عبدالملك زيدان (بائع في محل إليكترونيات)، قال: «إن الارتفاع في المبيعات يتمثل في الإقبال المتزايد من المعتمرين على شراء الأجهزة الكهربائية والإليكترونية المختلفة، إذ إن أكثر المعتمرين يحرصون على شراء كاميرات التصوير الرقمية من أجل التقاط الصور خلال تنقلهم في مواقع الزيارات المختلفة، وفقاً لما تمثله لهم من أهمية في تخليد ذكرى وتوثيق رحلة نادرة»، مبيناً أن الجنسيتين الأكثر إقبالاً على اقتناء هذه الكاميرات هما الجنسيتان «الإيرانية والتركية» اللتان تفضلان كاميرات الفيديو الرقمية. أما محمد السهلي «صاحب محل بيع تمور» فيؤكد أن موسم العمرة يمثل له ولمثله من أصحاب محال بيع التمور الفرصة الذهبية، لافتاً إلى أن سوق التمر تشهد خلال الموسم ازدحاماً من المعتمرين والزوار من مختلف الجنسيات، بيد أن أكثرها إقبالاً على الشراء هم الأتراك والباكستانيون والمصريون والإندونيسيون. وأشار السهلي إلى أن أسعار التمور تختلف بحسب جودة التمر، فسعر الكيلو من تمر العجوة يتراوح ما بين 70 إلى90 ريالاً بحسب جودتها، فيما سعر «الصفاوي» لا يتعدى ال 15ريالاً للكيلو الواحد. في موازاة ذلك، أوضح حامد صبر من «قطاع العمرة» أن من العوامل التي تسهم في تحقيق نسب جيدة خلال شهر رمضان المبارك وإجازة الصيف، ارتفاع نسبة الإشغال العالية التي تنتظم الفنادق في هذا الموسم. وتابع: «تشتد المنافسة بين الفنادق الفاخرة في المدينةالمنورة على نوعية الخدمات المقدمة للمعتمر وما يحتويه كل فندق من إمكانات ومواصفات تؤهله»، مقدراً الطاقة الفندقية الفاخرة في المدينة بما يقارب ال 3400 غرفة. وقال عضو لجنة الحج والعمرة والسياحة بغرفة المدينةالمنورة عبدالغني حماد الأنصاري: «إن نسبة إشغال الفنادق السنوية في المدينةالمنورة تصل إلى 65 في المئة». وكشف الأنصاري تخفضاً في نسبة الإشغال خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، إذ كانت نسبة الإشغال في الأشهر الثلاثة من بداية موسم العمرة في حدود 30 إلى 40 في المئة مقارنة بالعام الماضي، متوقعاً ارتفاعها في بداية شهر رمضان إلى نسبة 60 في المئة، وفي منتصفه إلى أكثر من 90 في المئة، فيما أكد بلوغها نسبة 100 في المئة خلال ال10 الأواخر من شهر رمضان المبارك المقبل. وفي جانب قطاع آخر، أفاد عبدالله الترجمي «سائق حافلة» أن قطاع منظمي الرحلات والزيارات يشهد إقبالاً في مجال تنظيم رحلات زيارة المساجد والمواقع التاريخية، التي يحرص الزوار والمعتمرون على زيارتها للتعرف على المزيد من المعلومات حولها، (وتشمل مساجد قباء، والقبلتين، والجمعة، وشهداء أحد، وغزوة الخندق) التي تمثل قصصاً وبطولات من عصر انتشار ونصرة الإسلام واعتزاز أتباعه بدينهم وبنبيهم. وحول الأسعار، أوضح الترجمي أنها تختلف بحسب العميل، لكنها في الغالب لا تزيد على 10 ريالات للشخص، وتشمل زيارة المواقع التاريخية والإسلامية كشهداء أحد ومسجد القبلتين ومسجد قباء والمساجد السبعة. يذكر أن موسم العمرة يعد أحد أبرز مواسم حركة السياحة الدينية السنوية التي تشهدها مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، ونتيجة للإقبال الكبير من الزوار والمعتمرين على المدينتين، وموافقة ذلك موسم الإجازة الصيفية التي تستمر طيلة شهر رمضان المبارك المقبل حتى نهاية إجازة عيد الفطر، تشهد الفنادق نسب تشغيل كبيرة ومتفاوتة.