تجددت المعارك أمس بين الحوثيين ومسلحي القبائل في منطقة أرحب، شمال صنعاء، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى وسط تبادل الطرفين الاتهامات بإفشال مساعي الوساطة الحكومية، في حين واصلت لجنة رئاسية أخرى في مناطق قبائل حاشد في محافظة عمران مساعيها لتنفيذ اتفاق لوقف النار كان قد انهار قبل حوالى 10 أيام، والحصول على تعهدات من الفريقين تكفل تأمين الطرقات وعدم استحداث مواقع قتالية. وتزامنت هذه التطورات مع تشييع آلاف الحوثيين في صنعاء أمس جثمان ممثلهم في مؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد شرف الدين الذي اغتيل قبل أسبوع في أحد شوارع العاصمة وهو في طريقه لحضور الجلسة الختامية للحوار وتوقيع وثيقته النهائية. وقالت مصادر قبلية ل «الحياة» إن «معارك عنيفة تجددت فجر أمس بين الحوثيين ومسلحي القبائل الموالين لحزب التجمع اليمني للإصلاح في مديرية أرحب القريبة من صنعاء في أكثر من موقع، واستخدمت فيها المدفعية وصواريخ الكاتيوشا وقذائف «آر بي جي» والرشاشات المتوسطة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى وبدء نزوح السكان إلى مناطق آمنة». وأكدت المصادر» أن أطرافاً قبلية محايدة تبذل جهوداً لإقناع الطرفين بوقف النار وتنفيذ بنود الهدنة التي كانت أبرمتها وساطة حكومية سابق»، وأضافت «أن الجثث شوهدت ملقية جوار الطرقات في محيط مناطق القتال من طرفي الصراع من دون أن يتمكن أحد من انتشالها، كما لم يتسن الحصول على معلومات دقيقة عن عدد الضحايا». وأوضحت «أن هذه المعارك شملت قرى عيال عبدالله، وبيت قطوان، وشعب بني سليمان، وجبل حمران، وجبل نسر، وبيت الوكيب وبني علي»، فيما حاول كل طرف تحميل المسؤولية الطرف الآخر عن خرق الهدنة وتجدد المواجهات. وكانت مصادر حوثية أكدت أول من أمس السيطرة على عزلة بني سليمان في أرحب وطرد مسلحين تابعين لحزب التجمع اليمني للإصلاح بعد قتل ثمانية منهم وأسر عدد آخر، في حين قالت مصادر مقربة من حزب الإصلاح «إن مسلحي القبائل تصدوا لعدد من هجمات الحوثيين في عدد من المواقع والقرى في منطقة أرحب وأسقطوا منهم العشرات بين قتيل وجريح وأسير». ويتهم رجال القبائل الحوثيين باستقدام مسلحين من خارج منطقة أرحب المتاخمة للأطراف الشمالية للعاصمة للسيطرة عليها وتهجير سكانها واتخاذها نقطة انطلاق لإسقاطها والتحكم بمطارها الدولي، مؤكدين أنهم يدافعون عن أنفسهم ولم يشنوا أي هجوم واسع حتى الآن على مسلحي الجماعة، كما دعوا في بيان السلطات إلى تحمل مسؤوليتها إزاء ما وصفوه ب «الغزو الحوثي الإرهابي». ويرفض الحوثيون هذه الاتهامات، ويؤكدون أن مسلحي القبائل الموالين لحزب التجمع اليمني للإصلاح والذين يصفونهم ب «العناصر التكفيرية» يقومون بنصب الكمائن لأنصارهم ويقطعون عليهم الطرقات الواصلة بين أرحب ومناطق عمران وصعدة. وقال الناطق باسمهم محمد عبد السلام، إن هذه العناصر «أطلقت قبل يومين النار على «مجموعة من المسافرين وقتلت ثلاثة منهم على رغم وجود وساطات ومساعٍ لفك الحصار، وإنهاء المشكلة في أرحب»، كما نفى وجود أي مخططات للهجوم على صنعاء، وقال: «لا يوجد توسع ولا هجوم على صنعاء ولا أرحب ولا غيرها. هذا من الأكاذيب والإرجاف الساذج». إلى ذلك، أكدت المصادر الحكومية أمس استمرار جهود لجنة الوساطة الرئاسية لوقف إطلاق النار بين الحوثيين وقبائل حاشد في محافظة عمران وتثبيت الهدنة التي كانت انهارت قبل نحو عشرة أيام وتجددت المعارك على إثرها في مناطق خيوان وحوث ودنان موقعة عشرات القتلى والجرحى. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)، أن «اللجنة برئاسة قائد قوات الأمن الخاصة اللواء فضل بن يحيى القوسي واصلت أمس أعمالها، والتقت ممثلين من الطرفين وجرى الاتفاق على تقديم ضمانات جديدة تشمل الالتزام بتأمين الطرقات حاضراً ومستقبلاً وعدم العودة إلى أي مواقع سيتم إخلاؤها أو استحداث أي مواقع جديدة».