بعد يومين من المفاوضات في مسألتي المدنيين المحاصرين في حمص وآلاف المعتقلين والمفقودين في النزاع السوري، ينتقل وفدا الحكومة والمعارضة السورية للبحث في نقطة حساسة متعلقة بتشكيل "حكومة انتقالية". اذ يحاول وفد النظام عدم البحث فيها، مفضلاً مناقشة "الوضع الإنساني" في سورية، بعيداً من نقاط عدة ستطرح، لا سيما ما يتعلق ب"مصير الأسد". وتشكل هذه القضية منذ اشهر "خطاً أحمر" للمفاوضات بالنسبة للجانبين. وتعتبر المعارضة ان الهدف من "جنيف 2"، هو تنحي الرئيس السوري بشار الأسد وتسليم صلاحياته الى هذه الحكومة، في حين يرفض النظام مجرد طرح الموضوع، معتبراً ان "مصير الأسد يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الإقتراع". وصرح عضو وفد المعارضة لؤي صافي في بداية اليوم الثالث للمفاوضات "سنبدأ بالحديث عن الانتقال من الديكتاتورية الى الديموقراطية". وأضاف أنه "من الواضح ان النظام ليس متحمساً"، موضحاً أنه "سنرى ما اذا كان النظام موافق على حل سياسي او سيصرون على حل عسكري". وأشار الابراهيمي في اليوم الثاني من المفاوضات "في الواقع انا مسرور. لأن هناك عموماً احتراماً متبادلاً ولأن المفاوضين" يدركون ان هذه المحاولة مهمة ويجب ان تستمر"، وأمل في ان "تستمر هذه الاجواء".وكانت المفاوضات تجري مساء امس في قاعتين منفصلتين يتنقل بينهما الابراهيمي. وقال الابراهيمي أن "النظام السوري سمح للنساء والأطفال المحاصرين منذ أشهر في حمص (وسط) وتحديداً في مدينتها القديمة بمغادرة هذه المدينة". وأشار عضو وفد المعارضة المفاوض عبيدة نحاس بعد انتهاء الجلسة الصباحية أن وفد المعارضة طالب ب"الافراج عن عشرات الالاف من المعتقلين في سجون النظام، وبينهم نساء واطفال"، داعياً الى "فصل موضوع النساء والأطفال عن باقي المعتقلين، لان النساء والاطفال يجب ان يخرجوا فوراً". وكانت مصادر ديبلوماسية غربية قالت ل «الحياة» امس، انها تتوقع ان يجدد الرئيس الأميركي باراك اوباما طلبه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لدى لقائهما في منتجع "سوتشي" الروسي في بداية الشهر المقبل، كي يسعى الى اقناع الرئيس بشار الأسد عدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة قبل انتهاء ولايته في 17 تموز (يوليو) المقبل، مشيرة الى ان "واشنطن تؤكد ضرورة الحفاظ على المسار السياسي الذي انطلق في جنيف لتطبيق بيان جنيف الأول وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية". وفي سياق متصل، أعلنت «وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) امس انها لم تتمكن لليوم الخامس من توفير مساعدات انسانية اساسية الى مخيم اليرموك في جنوبدمشق، في وقت بلغ عدد ضحايا 200 يوم من الحصار 75 شخصاً.