ظهرت أخيراً تطبيقات مواقع كثيرة تقدم أرشيف تغريدات على «تويتر»، قبل أن يقدم «تويتر» ذاته هذه الخاصية، التي تمكن المغردين من تحميل أرشيف تغريداته من خلال إعداداته الخاصة على أجهزتهم لاستعراضها أو للإفادة منها في ما بعد. وعلى خط موازٍ، ابتكر بعضهم مواقع «تصطاد» هفوات المغردين، خصوصاً ذوي المكانة الاجتماعية، قبل حذفها. وبين «التوثيق» و«الصيد»، ما الذي يريده أصحاب الأرشفة «التويترية» على «آنستغرام»؟ ولمّا أصبح ل«آنستغرام» شعبيته بما شتت ذهن المغردين بين عالمي الصورة والكلمة، ومنعهم إلى حد ما من المتابعة جيداً في «تويتر»، ظهر نوع جديد من الأرشفة للتغريدات على «آنستغرام»، وذلك من خلال نقل تغريدات عبر حسابات «آنستغرامية» يشارك أصحابها متابعيهم تغريدات موثقة بالصورة بحسب تصنيف كل حساب، مثل التغريدات الفكاهية والهفوات والشعر، وتصنيفات كثيرة أخرى وفق اهتمامات أصحابها. تحميلك لأرشيف تغريداتك حق لك مهما كانت غايتك من ذلك، لكن أن يؤرشف الآخرون تغريداتك، يصبح الأمر مثيراً للتساؤل بين «هل يوثقون أم يصطادون»؟ يجيب عنه صاحب حساب «زلات» على «آنستغرام» محمد المنصوري الذي يعرّف حسابه بأنه «فخ زلات المشاهير»، الذي يعتبر أن جمعه لتغريدات المشاهير التي «يجيبون فيها العيد» بحسب وصفه، هو من باب «الصيد»، ويقول: «يجب أن يراعي مشاهير «تويتر» مدى تأثيرهم في الآخرين، خصوصاً أنهم يملكون قاعدة جماهيرية عريضة أكثر من غيرهم»، مضيفاً أن بعض المشاهير «اغتروا بعدد متابعيهم فأصبحوا «يشطحون» في تغريداتهم أحياناً». ويجد أن ما يقوم به في نقل التغريدات على «آنستغرام» الذي يعتمد على الصورة، تحفّزه «قدرة الصورة على التوثيق أكثر من غيرها، ولأن «آنستغرام» سرق بعض المغردين الذين لم يعد لديهم وقت لمتابعة «تويتر» بعد أن وجدوا ما يشبع حسهم البصري». ومن المشاهير «للناس الرايقة» و«بلاش عكننة» و«ابتسم عشان صحتك يا أخي» و«اضحك تضحك لك الدنيا» و«تحزن... اقلب وجهك»، ومن الآخر هذا ما يستقبلك به صاحب حساب «لبن العصفور» على «آنستغرام»، الذي يجمع حسابه صور تغريدات تحت تصنيف «الفكاهة» بغض النظر عن شهرة أصحابها، فغايته الأولى هي الضحك لا «التوثيق» ولا «الصيد». لكن السؤال المفترض أن يطرح مهما كانت نوعية التغريدات وغاية ملتقطها، هل يحق للآخرين استخدام تغريدات من دون إذن مسبق من أصحابها؟ تؤكد أروى استيائها تجاه من استخدم تغريداتها ونشرها عبر حسابه في «آنستغرام» وإن كان محتواها فكاهياً، معللة ذلك بأن «فكرة التوثيق بالصورة أزعجتني، فقد أغيّر رأيي وأمسح فكرتي يوماً ما، لكنها ستبقى موثقة بالصورة». وعلى العكس من أروى، تعتقد فوزية العبدلي بأن «التغريدات متاحة للجميع، طالما أن الشخص لم يضع حسابه بمأمن من أنظار الآخرين»، وتقول: «تويتر فضاء مفتوح يجب أن يكون كل شخص مسؤول عن التغريدة التي ستنطلق من حسابه، ولن يكون بالإمكان استرجاعها لتصحيحها أو تعديلها». ويعتبر عبدالله الغانم (أحد متابعي الحسابات «الآنستغرامية» ومهتم بالتقنية)، أن ما يقوم به أصحاب تلك الحسابات نوع جديد من الأرشفة «اليدوية» أو «الانتقائية»، ويقول: «كأن أصحاب تلك الحسابات يقدمون لنا نشرة عن ما يحدث في «تويتر»، خصوصاً لمن هم غارقون في عالم الصورة مثلي».