أعلنت تنظيم «جبهة النُصرة» الإرهابي، مقتل أحد قادته العسكريين السعوديين في هجوم للجيش السوري الأسبوع الماضي، وكان التنظيم شن هجوماً بقيادة محمد الخالدي على أحد المواقع في منطقة ريف درعا أدى إلى مقتل الخالدي وإصابة عدد من زملائه، وفشل الهجوم. وذكر التنظيم في مواقعه الإخبارية الإلكترونية، مقتل عنصره «القيادي» محمد موسى الخالدي، الذي ينحدر من منطقة الجوف شمال المملكة، ويكنى ب «أبي همام الجزراوي» و«أبي روان الجوفي»، وانضم الخالدي إلى صفوف مقاتلي «النُصرة»، بعد أن ترك زوجته وبناته، مرافقاً لابن عمه الذي قتل في إحدى معارك التنظيم. وشارك الخالدي في القتال في مناطق عدة داخل سورية منها «حلب ودرعا وإدلب»، فيما بدأ قتاله في الشمال السوري، ثم في مدينة حلب وبقي فيها مدة طويلة، ومن ثم اختير من التنظيم أميراً عسكرياً للجبهات المقاتلة جنوباً الى درعا بعد مقتل قياداته والكثير من أفراده، وقاد هجمات عدة من بينها «تل الجايبة» التي قتل فيها ابن عمه المكنى ب «أبي عيسى الجزراوي» قبل أشهر. وذكر «تنظيم جبهة النصرة» الإرهابي، أنه قُتل في مواجهة مع الجيش السوري في بلدة «الشيخ مسكين، بريف درعا»، وتناقلت مواقع سورية خبر مقتل «أبي همام الجزراوي»، مشيرين إلى أنه سعودي الجنسية وقيادي في «جبهة النصرة» خلال الاشتباكات في بلدة الشيخ مسكين. وهي منطقة تقع في منطقة حيوية من ريف درعا. وأكد مراقبون ل «الحياة»، أن تنظيم «جبهة النصرة» فقد خلال العام الحالي الكثير من قياداته بين قتيل في معارك مع جيش النظام أو مع فصائل مقاتلة أخرى في سورية، كان أشدها مع تنظيم «داعش» الإرهابي، أو بالانشقاق لصالح تنظيمات أخرى، من بينهم شرعيون سعوديون مؤثرون في التنظيم، مما دفعه إلى جعل أعضاء حديثي عهد بالتنظيم في مناصب قيادية، وكثير منهم صغار السن يفتقدون إلى أبسط الأمور العسكرية، ما تسبب في فشل معظم العمليات التي يقوم بها للسيطرة على مناطق جديدة. وأشاروا إلى أن التنظيم خسر العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرته، ما جعله يعقد اتفاقات عدة مع تنظيمات أخرى لم يكن يتقبلها في السابق، بل كانت بينه وبينها معارك راح ضحيتها المئات من أعضائه. مؤكدين أن استمرار الخسائر على هذا المنوال ستجعل التنظيم الإرهابي يخرج من سورية، وسيدفع بأعضائه إما إلى الخروج إلى دول أخرى، أوالانشقاق والانضمام إلى تنظيمات أخرى سيكون فيها تنظيم «داعش» هو الأقرب رغم الخلافات الكبيرة بينهما. وأضافوا بأن الوضع الصعب ل «جبهة النصرة» دفع لاستهداف المواقع التي يسيطر عليها، إذ تعرض خلال الأسبوعين الماضيين لهجمات متواصلة ما افقده مناطق مهمة كانت تعتبر من المواقع الاستراتيجية ل «جبهة النصرة»، مؤكدين أن عدد أعضاء التنظيم الأجانب ومن بينهم السعوديون والذين يشكلون ركناً مهماً ل «التنظيم» ولعملياته الانتحارية في تقلص مستمر ومؤثر في خطط التنظيم الإرهابي.