فقد تنظيم جبهة النصرة خلال العام الحالي كثيرًا من قياداته، من بينهم شرعيون سعوديون مؤثرون في التنظيم، ما دفعه إلى تنصيب أعضاء حديثي العهد بالتنظيم في مواقع قيادية، ما تسبب في فشل معظم العمليات التي يقوم بها للسيطرة على مناطق جديدة. التنظيم أعلن مقتل أحد قادته العسكريين "السعوديين" في هجوم لجيش النظام السوري الأسبوع الماضي، إثر هجوم شنه التنظيم بقيادة محمد الخالدي على أحد المواقع في منطقة ريف درعا، أدى إلى مقتله وإصابة عدد من زملائه، وفشل الهجوم، بحسب "الحياة" الأحد (30 نوفمبر 2014). وذكر التنظيم في مواقعه الإخبارية الإلكترونية، مقتل عنصره القيادي محمد موسى الخالدي، الذي ينحدر من منطقة الجوف شمال المملكة، ويكنى ب"أبي همام الجزراوي" و"أبي روان الجوفي". وانضم الخالدي إلى صفوف مقاتلي النُصرة - بعد أن ترك زوجته وبناته – مرافقًا ابن عمه الذي قتل في إحدى معارك التنظيم، وشارك في القتال في مناطق عدة داخل سورية، منها حلب ودرعا وإدلب، فيما بدأ قتاله في الشمال السوري، ثم في مدينة حلب، وبقي فيها. واختار التنظيم أميرًا عسكريًا للجبهات المقاتلة جنوبًا إلى درعا، بعد مقتل قياداته وكثير من أفراده، وقاد هجمات عدة، من بينها "تل الجايبة" التي قتل فيها ابن عمه المكنى ب"أبي عيسى الجزراوي" قبل أشهر. يأتي هذا في الوقت الذي كشفت حملة "السكينة"، التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، عن فشل تنظيم "داعش" في تجنيد السعوديين بشكل مباشر، مشيرة إلى أن لغة الأرقام تفيد بأن المنضمين إليه لا يتجاوز عددهم 2000 شخص، فيما تصل أعداد موقوفي القاعدة والجماعات الإرهابية المتشددة إلى 11 ألف موقوف. وكشف تقرير "السكينة" الصادر بعنوان "هل نجحنا فعلاً في برامجنا الفكرية؟"، عن تأثر خريطة أعضاء تنظيم "داعش"، الذين نفذوا جريمة الدالوة في الأحساء أخيرًا، مؤكدًا أن الإدارة المركزية للتنظيم في الخارج لا تثق بالقيادات التابعة لها في المملكة. وأشار إلى أن أبرز المعطيات التي تم الخروج بها عن التنظيم، لعب التواصل عبر "الإنترنت" مع الإدارة المركزية ل"داعش" دورًا مهمًا في التوجيه وتحديد الهدف أو الأهداف والتوقيت. وأوضح أن قيادات داعش المركزية لديهم موقف من بعض الجنسيات، من ضمنها المملكة "فعدم الثقة يستصحب تكليفات صعبة، ولذلك لاحظت حملة السكينة كثرة عملية اختبار السعوديين وبعض الجنسيات، وامتحانهم بتنفيذ عمليات انتحارية، فإن لم يوافقوا تتم تصفيتهم باعتبارهم منافقين واستخبارات". ووصف التقرير الوضع في أرضية داعش ب"العنصري"، موضحًا أنه يختلف عنه في أرضية ومناطق القاعدة، فالقاعدة حاولت كثيرًا دمج الجنسيات وخلطها، مشددًا على ضرورة التحرك القوي والنوعي في استثمار تراجع مؤشرات الإرهاب بالداخل في ظل الوضع الحالي.