طلب تنظيم «داعش» من الفصائل المسلحة وشيوخ العشائر في المناطق التي يسيطر عليها، مبايعته مستغلاً أحداثاً «طائفية» جرت في ديالى وتكريت من قبل عناصر من الحشد الشعبي الذين يرافقون قوات الجيش في المعارك الميدانية ضد التنظيم. وجدّد «داعش» هذا الطلب بعد أن كان عرض عليهم المبايعة قبل شهور، ونشر التنظيم مقاطع فيديو في المناطق التي يسيطر عليها لإثبات قوته. وقال الشيخ كامل المحمدي، أحد شيوخ الأنبار والمقرب من الفصائل المسلحة، ل «الحياة» إن «تنظيم الدولة الإسلامية شكّل وفوداً لمفاتحة قادة الفصائل المسلحة وشيوخ العشائر في الأنبار لمبايعته»، مضيفاً أن دعوة التنظيم حملت «تهديدات مبطنة». ولفت إلى أن «التنظيم حذّر العشائر وقادة الفصائل من أفعال الميليشيات التي ترافق الجيش من تفجير منازل وجوامع وعمليات قتل حدثت أخيراً في ديالى وتكريت ومناطق جنوببغداد». وأشار المحمدي إلى أن «الدولة الإسلامية عرضت على العشائر والفصائل مبايعتها أو تسليم كامل أسلحتها بعد أن سمحت لها بالحفاظ على أسلحتها واخفائها». وأضاف أن «الدولة الإسلامية اتهمت عدداً من شيوخ العشائر بالعمالة والتعاون مع الحكومة والتحالف الدولي». ونشر الحساب الرسمي لتنظيم «داعش» على موقع «تويتر» أمس مقاطع فيديو وصوراً لعدد من المدن والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم في الموصل والأنبار وتكريت، فيما أفاد شهود عيان بتواجد زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي وعدد من مساعديه في الموصل. وأوضح مقطع فيديو نشره التنظيم أمس عن الموصل بعد يومين على قطع الاتصالات الهاتفية عن المدينة، يتحدث فيه عدد من السكان عن خلاصهم من «الاعتقالات العشوائية» التي كان يقوم بها الجيش ويشيدون بتنظيم «الدولة الإسلامية». ويظهر في مقطع الفيديو أحد عناصر التنظيم وهو يتكلم بلغة غير عربية عن الأيام الأولى لسيطرة التنظيم على الموصل، وقال إن التنظيم سيطر عليها بعد ثلاثة أيام من المعارك بين نحو 200 مقاتل من عناصره مقابل قوات الجيش. ويتضمن مقطع الفيديو أيضاً مشاهد من المدينة وشوارعها وعدداً من معالمها مثل الجامع الكبير في المدينة وفندق نينوى الدولي ومبنى المحكمة الشرعية في المدينة، كما نشر التنظيم مقاطع فيديو وصوراً من الأنبار وتكريت. ميدانياً، تواصلت الاشتباكات في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب بغداد في مناطق متفرقة شرق وشمال المدينة، فيما شهد المجمع الحكومي والمناطق المحيطة به هدوءاً نسبياً. وقال مصدر أمني في «قيادة عمليات الأنبار» إن اشتباكات متقطعة تدور بين القوات الأمنية وبين عناصر من تنظيم «داعش» في منطقة الحوز والوفاء غرب الرمادي. وأضاف أن «التنظيم فقد قدرته الهجومية ويقوم حالياً بالدفاع عن نفسه». ولفت المصدر إلى أن غارات جوية نفذها طيران الجيش أمس استهدفت تجمعاً لعناصر «داعش» أثناء حفرهم خندقاً في محيط قضاء راوة شمال غرب الأنبار، ما أسفر عن مقتل تسعة من عناصر التنظيم وتدمير ثلاث حفارات تابعة له. وفي بغداد أعلن مصدر في وزارة الداخلية أن عبوة ناسفة انفجرت أمس في «الحي الصناعي» بمنطقة البياع، جنوب غرب بغداد ما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة خمسة آخرين بجروح. وأضاف أن عبوة ناسفة ثانية انفجرت أمس بالقرب من مطعم للمأكولات الشعبية في منطقة «الشيخ عمر» وسط بغداد، ما أسفرت عن مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين. وأشار المصدر إلى أن عبوة ناسفة تركها مجهولون داخل حافلة لنقل الركاب انفجرت لدى مرورها في منطقة الشعب شمال شرق بغداد، ما أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين.