علمت «الحياة» أن تنظيم «الدولة الإسلامية» بدأ يخلي الجانب الأيسر من الموصل ويحشد قواته في الجانب الأيمن، فيما كثفت طائرات المراقبة الأميركية طلعاتها في الأنبار، غرب البلاد، وتواصلت التفجيرات في بغداد لليوم الخامس على التوالي، وطالب المحافظ باستبدال قادة الأمن. وقال سعد البدران، وهو أحد شيوخ عشائر الموصل ل «الجياة» إن «تنظيم داعش بدأ الانسحاب من الجانب الأيسر من المدينة ونقل عناصره إلى الجانب الأيمن الذي يضم المطار والمباني الحكومية وقاعدة الغزلاني العسكرية». وأشار الى إن «يخشون، بعد الضربات العسكرية التي تعرضوا لها شمال المدينة، من أن تشجع الأهالي وعناصر الفصائل المسلحة على حمل السلاح». وأوضح أن «الساحل الأيسر أصبح فارغاً من المسلحين تقريباً، وترك عناصر داعش عدداً من سكان المدينة الذين تحالفوا معهم لإدارتها، وقبل انسحابهم نفذوا حملات اعتقال واسعة طاولت ضباط الجيش السابق وعناصر في الفصائل المسلحة وعدداً من التائبين من قوات الأمن وما زالوا محتجزين في الجانب الأيمن في مباني حكومية قريبة من مجلس المحافظة». وأشار إلى أن «طائرات مجهولة المصدر تلقي منشورات بشكل متواصل في الموصل منذ أسبوع تدعو الأهالي الى عدم التعاون مع داعش وتتضمن تطمينات بقرب اقتحام المدينة وتطهيرها». وأعلنت «كتائب الموصل» المسلحة التي تديرها عائلة محافظ الموصل أثيل النجيفي، حصيلة جديدة لعمليات اغتيال عناصر تنظيم «داعش»، وأكدت قتل عدد منهم، ولكن البعض يشكك في عملها ويطالبها بتوثيق عملياتها. وفي الأنبار، قال مسؤول كبير في مجلس المحافظة طلب عدم الإشارة إلى اسمه، ل «الحياة»، إن «مسؤولين أميركيين تعهدوا لمسؤولين محليين من الأنبار منع انهيار الوضع الأمني في المحافظة ووقف أي تقدم يسعى إليه تنظيم داعش». وأضاف أن «الاجتماعات التي تجري مع مسؤولين أميركيين تتناول تبادل المعلومات حول أماكن داعش، فيما تواصل طائرات أميركية استطلاعية تنفيذ طلعات جوية مكثفة فوق الأنبار وتحديداً حول سد حديثة والشريط الحدودي مع سورية». وأوضح أن «عشائر المحافظة ورجال الدين يعدون لعقد مؤتمر واسع لإعلان الحرب على داعش، ودعوة الفصائل المسلحة العراقية الموجودة في المحافظة إلى المشاركة في ذلك بعد أخذ ضمانات بعدم ملاحقتها في ما بعد». في بغداد، تواصلت التفجيرات بالسيارات المفخخة التي تضرب العاصمة لليوم الخامس على التوالي، وهدد المحافظ علي التميمي بالتظاهر إذا لم تستجب الحكومة مطلبه بتغيير قادة الأمن. وأفاد مصدر في وزارة الداخلية أن «سيارة مفخخة انفجرت صباح أمس بالقرب من سوق شعبية في منطقة بغداد الجديدة، بعد يوم على تفجير مسجد في المنطقة، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً بينهم آمر قاطع المرور، وهو ضابط برتبة عقيد، وإصابة 35 آخرين بجروح متفاوتة بينهم ثلاثة من عناصر شرطة المرور». وأضاف أن «عبوة ناسفة انفجرت أيضاً في الحي الصناعي في منطقة شارع الشيخ عمر، وسط بغداد، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ستة آخرين». وأشار إلى أن «عبوة أخرى انفجرت في سوق لبيع الفواكه والخضار في منطقة النهروان جنوب شرقي بغداد، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية». وطالب التميمي خلال مؤتمر صحافي أمس، باستبدال القيادات الأمنية، ووصف عناصرها ب «الفاشلين»، وقال إن «كل مناطق بغداد معرضة للإرهاب حتى المناطق المقدسة منها، باستثناء المنطقة الخضراء». وهدد «بالخروج بتظاهرات في حال استمرار التردي الأمني ولم تستبدل تلك القيادات»، ودعا القائد العام للقوات المسلحة إلى «توفير الحماية لمناطق العاصمة أسوة بالمنطقة الخضراء ونقل الأجهزة المتطورة والخطط المتبعة فيها إلى جميع مناطق العاصمة للحد من العمليات الإرهابية». وقال مصدر في مركز عمليات وزارة الدفاع ل «الحياة» أمس، إن «اشتباكات محدودة وقعت بين قوات من الجيش وعناصر من داعش في ناحية اليوسفية أفضت إلى إجبار المسلحين على الانسحاب». وفي ديالى، أعلن محافظ المدينة عامر المجمعي في بيان أمس، أنه تم «القبض على ثلاثة أشخاص من قبيلة زركوش، وهم كل من منير مزهر حاجم سلطان الزركوشي وصدام مزهر حاجم سلطان الزركوشي وسالم مزهر حاجم سلطان الزركوشي، الذين كان لهم اليد في ما حصل من مجزرة في مسجد مصعب بن عمير». وأضاف أن «هذه الخلية كانت تحاول شق الصف الوطني والتكاتف العشائري وزعزعة الأمن في مناطق ديالى الآمنة»، وأشار إلى أن «التحقيق في ملابسات الحادثة من قبل الأجهزة الأمنية ولجنة تقصي الحقائق أفضت عن إلقاء القبض على عدد من المتهمين بعد التعاون من قبل الأهالي في تلك المنطقة لكشف الجناة والمسؤولين عن تلك الحادثة». وتعتبر عشيرة زركوش الكردية الشيعية من أبرز العشائر التي تقطن ناحية إمام ويس. وكانت قوى سياسية سنية أعلنت تعليق مفاوضاتها لتشكيل الحكومة مع التحالف الشيعي، احتجاجاً على مجزرة مسجد مصعب بن عمير. من جهة أخرى، أعلن مصدر أمني نزوح مئات العائلات من شمال ناحية العظيم بعد تفخيخ مسلحي البغدادي منازلهم، وأضاف أن «تنظيم داعش أجبر 80 أسرة في قرية نجانة (20 كلم شمال العظيم) على حدود محافظة صلاح الدين، على ترك منازلهم بعد إعدام عناصره 3 أشخاص رفضوا ترك مناطقهم. وأضاف المسؤول الذي شدد على عدم ذكر اسمه، أن «مطالبة داعش الأهالي بترك منازلهم تزامن مع تفخيخ الدور لمنع تقدم الجيش». وتعتبر قرية نجانة أكبر معاقل مسلحي البغدادي بعد تسللهم من صلاح الدين وكركوك إلى ديالى، حيث قتل وجرح العشرات بتفجير انتحاري استهدف مبنى اللواء الثاني للشرطة الاتحادية، إضافة إلى مقتل آمر اللواء . وفي ناحية الحويجة، جنوب غربي كركوك المختلطة، أعدم «داعش» 12 شخصاً بتهمة التجسس لصالح الحكومة. وأوضح شاهد في اتصال مع «الحياة»، أن «مسلحي البغدادي طالبوا الأهالي بالتجمع ونفذوا حكم الإعدام رمياً بالرصاص ب12 مواطناً بتهمة التجسس لصالح القوات الأمنية ومدها بالمعلومات الخاصة بأماكن المسلحين وتجمعاتهم».