علمت «الحياة» أن خلافات برزت أخيراً بين تنظيمات مسلحة مختلفة في الفلوجة وبين «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، فيما كشفت مصادر أن المئات من المسلحين يتنقلون على الحدود بين العراق وسورية أسبوعياً بعد انكشاف الحدود بين البلدين. إلى ذلك تجددت الاشتباكات في مناطق جنوب الرمادي أمس بين المسلحين وقوات الجيش بعد أيام من اعلان محافظة الأنبار تطهير المدينة من المسلحين وتنظيم استعراض للقوات الأمنية وحلفائهم من مسلحي العشائر في منطقة شارع 60، آخر معاقل المسلحين في المدينة. وقال مصدر من داخل مدينة الفلوجة ل «الحياة» إن خلافات برزت في الفترة الأخيرة بين عناصر من فصائل مسلحة مختلفة وبين عناصر تنظيم «داعش»، وكلاهما يسيطران على أجزاء مدينة الفلوجة، اضافة الى ابناء العشائر. وأضاف المصدر أن الفصائل المسلحة في الأنبار، ومنها «حماس العراق» و»كتائب ثورة العشرين» و»المرابطين» و»النقشبندية» و»الجيش الإسلامي» بدأت تتذمر من تصرفات عناصر «داعش» الفردية في الفلوجة وخارجها. ولفت المصدر إلى أن عشائر الفلوجة ورجال الدين والأهالي يبدون مخاوفهم من حصول نزاع بين الطرفين داخل المدينة كما يحصل في سورية. أشار إلى أن الطرفين متفقين حالياً على تأجيل الصراع بينهما والتركيز على صد أي هجوم للجيش العراقي على الفلوجة التي اصبحت ملاذاً آمناً لهم ونقطة انطلاق لعمليات نوعية خارج المدينة، خصوصاً على أطراف بغداد الشمالية والجنوبية. إلى ذلك، أكد مصدر عشائري داخل الفلوجة ل «الحياة» تسلل المئات من المسلحين من سورية إلى العراق خلال الأسابيع القلية الماضية على خلفية انسحاب قوات من الجيش المكلفة بحماية الحدود إلى مدينتي الرمادي والفلوجة. وأوضح المصدر أن قوات من الجيش كانت تقوم بمهمة تأمين الحدود بين العراق وسورية تساعدها في ذلك قوات حرس الحدود، لكن قوات الجيش انسحبت من الحدود متجهة نحو الأنبار بسبب العمليات العسكرية هناك. وأكد مصدر أمني في «قيادة عمليات الأنبار» ل «الحياة» انسحاب افواج من الفرقة السابعة، التي كانت مرابطة على الحدود مع سورية، إلى مدينة الرمادي، موضحاً أن هذه القوات تم نقلها أمس إلى مناطق محاذية لأبو غريب شمال بغداد. وأضاف أن قوات الجيش ما زالت متواجدة بقوة على طول الحدود مع سورية اضافة إلى نحو ثلاثة آلاف من عناصر حماية الحدود يقومون اسبوعياً بصد محاولات لتسلل مسلحين أو مهربين إلى البلاد. على صعيد آخر، افاد مصدر في «قيادة عمليات الأنبار» بأن قوة مشتركة من الجيش والشرطة اشتبكت أمس خلال تنفيذها عملية أمنية في أحياء الملعب والحوز والبكر والمعلمين وسط الرمادي مع مسلحين ينتمون إلى تنظيم «داعش»، ما أسفر عن مقتل ستة من عناصر التنظيم واعتقال عشرة آخرين. وأضاف أن «القوة تمكنت من ضبط مخبأ للأسلحة في حي البكر ضم 14 عبوة ناسفة وستة صواريخ قاذفة وحزاماً ناسفاً مع كمية من الأعتدة وقذائف الهاون، مشيراً إلى أن القوة نقلت المعتقلين إلى أحد أماكن الاحتجاز وجثث القتلى إلى دائرة الطب العدلي. وعادت الاشتباكات إلى الرمادي بعد أيام على اعلان القوات الأمنية تطهير المدينة من المسلحين، وإعلان مجلس المحافظة عن انسحاب 90 في المئة من قوات الجيش إلى خارج المدينة. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن مسلحين مجهولين قتلوا فجر أمس ستة اشخاص بالسكاكين، لافتاً إلى أن الهجوم وقع في ناحية اللطيفية، على بعد 40 كيلومتراً جنوببغداد. كما تحدث مسؤول محلي عن قيام مسلحين يرتدون ملابس سوداء باغتيال ستة أشخاص بالرصاص بعد اقتيادهم من منازل متفرقة في اللطيفية. وأكدت مصادر طبية تلقي جثث ستة أشخاص من عائلات سنية تسكن ناحية اللطيفية ذات الغالبية السنية والتي كانت إحدى مناطق «مثلث الموت» إبان موجة العنف الطائفي التي اجتاحت العراق بين 2006 و2008. وفي كركوك قال اللواء الركن محمد خلف من الجيش العراقي «قتل ثلاثة مدنيين في هجوم نفذه مسلحون يرجح أنهم من تنظيم «داعش»، كما اصيب اثنان من عناصر حماية موكب المفتش في وزارة الداخلية العقيد أركان حمد خلف بانفجار عبوة ناسفة على طريق رئيسي جنوب مدينة كركوك، وفق مصادر أمنية وطبية. وفي هجوم آخر، قتل ضابط برتبة ملازم في الشرطة وأصيب اثنان من الشرطة بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في ناحية بادوش إلى الغرب من الموصل. وفي تكريت اصيب سبعة من عناصر الشرطة في هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة استهدفت بناية قيد الإنشاء تابعة للشرطة في وسط المدينة.