أعلن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أن مؤتمر الحوار الوطني في بلاده، أنهى أعماله على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب"، وأن البحث يجري لإيجاد حلول لقضيتي جنوب اليمن وشماله. وقال هادي في حفل اختتام أعمال المؤتمر، إن "اليمنيين توصلوا إلى وثيقة جامعة بعد استكمال مؤتمر الحوار، تخرجهم إلى بر الأمان، بعد أن تنازلت كل القوى السياسية عن مصالحها الخاصة لصالح اليمن الجديد". وشدد على أن "النجاح الحقيقي لأعمال مؤتمر الحوار، يكون بالتخلي عن معاول الهدم، وإطلاق ورش البناء والتشييد". وأضاف مخاطباً أعضاء مؤتمر الحوار: "لقد كنتم عند حسن ظن شعبكم في نجاح الحوار، وإخراج الدليل الكامل لبناء الدولة الحديثة، في المرحلة المقبلة". وأكد هادي، أنه "سيعمل على تنفيذ ما ورد في وثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بعد إقرارها دستورياً". من جهته، أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، في كلمة خلال الحفل، إن "مخرجات الحوار توصلت إلى الاتفاق على أن القضية الجنوبية، إعادة بناء الوحدة على أسس ديمقراطية في إطار دولة موحدة". وأضاف إنه "تم الاتفاق على مجموعة من المبادئ، تؤسس للدولة الجديدة، وتم الالتزام بعدد من الإجراءات والضوابط التي يفصلها الدستور اليمني بشكل أكبر". مشيراً إلى أن "الوثيقة ليست دستوراً ولا تشريعاً ولا قوانين، ولكنها مجموعة مبادئ ستكون أرضية أولى لصياغة الدستور الجديد". بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة للأمم المتحدة بان كي مون، في كلمة متلفزة ألقيت في ختام الحفل، إن "هذا اليوم التاريخي، أظهر فيه الشعب اليمني صوابية قراراته وفضل التوافق بدل الانقسام". وأضاف إن "مؤتمر الحوار الوطني عالج القضايا الصعبة، وتحديداً قضيتي الجنوب وصعدة، وفي المرحلة المقبلة سيكون مهماً جداً تطبيق حزمة ما خرج به مؤتمر الحوار". وشدد على أن "الأممالمتحدة ستبقى ملتزمة بدعم العملية الانتقالية"، وأوضح أن "مهمة الدكتور جمال بن عمر ستستمر". وعلّق عضو لجنة الحوار الوطني صالح البيضاني، على اختتام المؤتمر، بالقول إن "الوثيقة النهائية التي خرج بها مؤتمر الحوار، هي في غاية المثالية وتحمل الكثير من الحلول المناسبة لمشاكل اليمن على كافة المستويات". إلا أنه أبدى خشيته من أن "تصطدم مخرجات الحوار بواقع سياسي غير مثالي، خصوصاً إذا استمرت حكومة الوفاق بشكلها الحالي، وتركيبتها الهشة، ولن تكون قادرة على حل إشكاليات كانت سبباً في مفاقمة الكثير منها". وحول وثيقة الحوار، قال القيادي في "الحراك الجنوبي المحامي يحي غالب الشعيبي، إن "الحراك الجنوبي لم يكن طرفاً في التوقيع على المبادرة الخليجية، التي تعتبر الأساس الذي قام عليه حوار صنعاء، ولذلك هو غير معني بنتائجه أو بالوثيقة الصادرة عنه". وأضاف الشعيبي: "شعب الجنوب اليوم في عموم وأرجاء الجنوب خرج من الصباح الباكر في مسيرات رفض لما يجري من سيناريو، لإعادة إنتاج استمرار نهج الحرب والاحتلال".