أرجع مركز الأوقاف في مصر أسباب التحرش إلى ضعف الوازع الدينى و البرامج الإعلامية الخادشة للحياء. و يرى أن عدم الاحتشام أهم الأسباب، إذ يؤكد في كتاب له بعنوان: «التحرش أسبابه وعلاجه» قائلاً: «إذا كان اتخاذ الملابس لازما ًمن لوازم الإنسان، فإنه بالنسبة للمرأة ألزم، لأنه السياج الذي يحول دون الاعتداء على شرفها وكرامتها وعفتها وحياتها، ومن هنا كانت الحشمة أولى بها وأحق، وليس من مصلحة المرأة ولا المجتمع أن تتخلى المرأة عن الصيانة والاحتشام». ولفت إلى أن الفراغ الذهني والثقافي يعد من أهم الأسباب المؤدية لكل جريمة، إضافة إلى تعاطي المخدرات وتأخر سن الزواج. وطالب المرأة بالالتزام بالحجاب الشرعي، وقال: «الحجاب وسيلة الأمان الاجتماعي، وحفظ العورات سبيل الأمن والاستقرار، فعلى المرأة أن تكون محتشمة في ملابسها التى لا تصف ولا تشف ولا تلفت الأنظار بزينة أو حركة أو كلام أو غير ذلك». وطالب أيضاً بقهر البطالة، والسعي على الرزق، ونشر ثقافة قبول العمل الحرفي، وعدم الخضوع بالقول من النساء، واجتناب الخلوة، وتبغيض الزنا إلى النفس، وتنمية المفاهيم الوقائية لدى الأطفال، وتشريع عقوبة ملائمة، وأكد أن للجانب القانوني دور كبير في تعريف الناس بالعقوبات التي تقع على المتحرش. ولفت سامح خفاجة إلى أن كثيراً من أهل الأهواء يظنون أنهم أحرار في عقولهم وأجسادهم، فيتصرفون فيها بما تمليه عليهم شهواتهم فانطلقت أعينهم الجائرة والحائرة تبحث عن فرائسها، كما لو كانت في الغابات فانتشرت الفواحش والتحرش بالفتيات حتى بالأطفال. واعتبر ضعف الإيمان السبب الأول وراء التحرش وقال: «إذا ابتعد الإنسان عن الله وعن القرآن وعن ذكر الله آخاه الشيطان وأصبح قرينه؛ قال الله تعالى: «وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ» إذ نفى النبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمان عن الزاني وقت ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء ففي الحديث (مرفوع) حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ يَعْنِي: الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، فَإِيَّاكُمْ إِيَّاكُمْ» فلابد من العودة إلى الدين والتمسك بكتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأشار إلى أن غياب دور الوالدين له دور في التحرش وقال: «ما ضيع الأبناء إلا إهمال الوالدين تربية الأبناء تربية سليمة؛ وعدم مراعاتهما للمسؤولية التي كلفهم الشرع بها؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته» محذراً من السلبية وعدم قيام الناس بالواجب عليهم من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر؛ إذ يجب على الناس أن يواجهوا هذا المتحرش بنهيه عما يرتكب من جريمة بشعة في حق أخواته المسلمات. قال الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ. يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ).