حضت روسيا الاتحاد الأوروبي اليوم السبت على رفع العقوبات المفروضة عليها ووعدت بإنهاء حظرها على واردات الأغذية من الغرب، لكن مسؤولاً كبيراً بالاتحاد الأوروبي رفض مثل هذه الخطوة في الوقت الذي فرض فيه الاتحاد إجراءات جديدة على الانفصاليين الأوكرانيين. وفرض الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة عقوبات اقتصادية على روسيا في أواخر تموز (يوليو)، مستهدفَيْن قطاعات الطاقة والمصارف والدفاع الروسية، لمعاقبة موسكو على دعم المتمردين في شرق أوكرانيا، في أشد الإجراءات الغربية صرامة حتى الآن. ورداً على ذلك، حظرت موسكو معظم واردات الأغذية الغربية والتي تبلغ قيمتها تسعة بلايين دولار سنوياً. ونقلت وكالة أنباء "انترفاكس" عن أليكسي ميشكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله: "لا نتوقع شيئاً من شركائنا الأوروبيين. الشيء الوحيد الذي نتوقعه منهم هو التخلي عن تصعيد العقوبات الذي لا معنى له والتحرك في مسار رفع العقوبات والتخلي عن القوائم السوداء". وأضاف: "هذا بدوره سيتيح لنا التخلي عن قوائمنا". وجاء اقتراح موسكو في الوقت الذي فرض فيه الاتحاد الأوروبي عقوبات على 13 أوكرانياً بتهمة تنظيم انتخابات غير قانونية في شرق أوكرانيا في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر). وتستهدف العقوبات الانفصاليين ومنظماتهم بتجميد الأصول وحظر السفر. وقال رئيس المفوضية الأوروبية الجديد جان كلود يونكر، إن ضم روسيا منطقة القرم الأوكرانية في آذار (مارس) لم يترك لأوروبا سوى خيارين هما: الحرب على روسيا أو فرض عقوبات اقتصادية. وقال يونكر لراديو (آر تي أل) في لوكسمبورغ مسقط رأسه: "إن لم تريدوا حرباً فالإمكان الوحيد هي العقوبات ... عليكم تطبيق عقوبات مؤثرة". وكان وزير المال الروسي انطون سيلوانوف قال الأسبوع الماضي إن انخفاض أسعار النفط والعقوبات المالية الغربية سيكبد روسيا خسائر بنحو 130 إلى 140 بليون دولار سنوياً أو ما يعادل سبعة في المئة من اقتصادها. وقدر ميشكوف خسائر العقوبات بالنسبة للاتحاد الأوروبي بقيمة 50 بليون دولار سنوياً العام المقبل. وأجرى الانفصاليون في شرق أوكرانيا انتخابات في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) بعد إجراء استفتاءات محلية في أيار (مايو) للدعوة للاستقلال عن أوكرانيا. ودانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الاقتراع ووصفته بأنه "مخالف للقانون"، ولكن روسيا أعلنت أنها ستعترف بالنتيجة لتعمّق الأزمة التي فجرتها الإطاحة برئيس أوكرانيا المدعوم من موسكو في شباط (فبراير) وضم روسيا شبه جزيرة القرم.