أعلنت وزارة الخارجية الكينية أمس، أن دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) التي تتوسط بين طرفي النزاع في دولة جنوب السودان، اتفقت على إرسال قوة قوامها 5500 جندي إلى الدولة الوليدة، لوضع حد للاقتتال المستمر منذ نحو ستة أسابيع هناك، غير أن مسؤولاً في الهيئة قال إن الأمر لا يزال محط تشاور. وقالت وزيرة الخارجية الكينية أمينة محمد للصحافيين في نيروبي، إن مجلس الأمن في منظمة «إيغاد»، تبنى قراراً يسمح بإرسال 5500 جندي إلى جنوب السودان. وذكرت أمينة أن كينيا التي تنشر قوات في جنوب السودان للمساعدة في إجلاء المدنيين العالقين في مناطق القتال، طُلب منها المشاركة في هذه القوة. وأضافت أن «بعض الدول وافق بالفعل على إرسال جنود، فيما تدرس دول أخرى الأمر». وقال ل «الحياة» مسؤول في الأمانة العامة ل «إيغاد» إن نشر قوة من دول المنظمة السبعة وهي (أثيوبياوكينيا والسودان وأوغندا والصومال وجيبوتي وإريتريا)، في جنوب السودان اقتراح «لا يزال في مرحلة الدراسة»، موضحاً أن القوة ستكون لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف النار بين طرفي النزاع. وأضاف أن اقتراح نشر القوة سيُعرض على زعماء دول «إيغاد» خلال لقاء يجمعهم على هامش القمة الأفريقية المقررة نهاية الشهر الجاري في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا. ورأى أن هناك مخاوف من بعض دول المنظمة باعتبار أن هذه الدول لديها قبائل مشتركة مع الجنوب، ما يعرّض قواتها إلى مخاطر كبيرة ويجعلها طرفاً في الصراع، إضافة إلى عدم قدرة أعضاء المنظمة على تمويل نشر القوة. إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الجيش الأوغندي بادي أنكوندا، مقتل تسعة عناصر وإصابة 12 آخرين من القوة الأوغندية في جنوب السودان، نافياً مزاعم المتمردين عن مقتل العشرات منهم. وذكر أنكوندا أن «الجنود التسعة من قوات الدفاع الشعبي الأوغندية قُتلوا في مكمن نصبه المتمردون في منطقة غميزة قبل أسبوع، ونقوم حالياً بتسليم جثامينهم لأفراد أسرهم». وكانت أوغندا نشرت قواتها في جنوب السودان من أجل المساعدة في إجلاء المواطنين الأوغنديين، غير أنها أقرت لاحقاً بالتدخل في الصراع ومشاركة قواتها في استعادة بور، عاصمة ولاية جونقلي، من قبضة المتمردين. وأثار التدخل الأوغندي حفيظة المتمردين، فاشترطوا خروج القوات الأوغندية من البلاد للموافقة على وقف النار. ودافع وزير الإعلام في دولة جنوب السودان مايكل ماكوي عن انتشار قوات أوغندية في بلاده. وقال إن نشرها تم بموافقة دول «إيغاد» للدفاع عن الحكومة الشرعية في جوبا. وعن احتمالات تحويل ملف الصراع في الجنوب إلى مجلس الأمن بسبب تعثر المفاوضات واستمرار المعاناة الإنسانية، قال ماكوي إن الوساطة الأفريقية لم تفشل بعد، مبيناً أن حكومته وافقت على وقف الأعمال العدائية، لكن وفد رياك مشار رهن موافقته بإطلاق المعتقلين. ورأى الوزير أنه على رغم تباين مواقف الطرفين، فإن الوساطة تبذل جهوداً كبيرة للتوصل إلى وقف القتال وإقرار تسوية سياسية لإنهاء النزاع. في المقابل، اتهم الناطق باسم المتمردين مابيور دي قرنق نجل الزعيم الجنوبي الراحل جون قرنق، حكومة جوبا بتعطيل محادثات السلام باعتبار أنها باتت في وضع أقوى بعد السيطرة على مدن بور وملكال وبانتيو.