هدد وزراء في حكومة بنيامين نتانياهو بالاستقالة، في حال وافق رئيس الحكومة على خطة كيري للسلام مع الفلسطينيين. ونقلت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، عن وزراء من حزب الليكود برئاسة نتانياهو، إن "الجانب اليميني في الائتلاف الحكومي يستعد لحال تمرد داخل الحزب والحكومة، لمنع التوصل إلى اتفاق سلام وفق خطة كيري، التي عرضها خلال جولته الأخيرة في المنطقة". وقال أحد الوزراء "وفي الوقت نفسه يواصلون رسم حدود أمام رئيس الحكومة فيما يتعلق بالعملية السلمية، وهذه المرة ليس من حزب البيت اليهودي، وإنما من الحزب الذي ينتمي إليه". وتبين أن القائمة التي نشرت عن المسؤولين، الذين يعدون للتمرد، تشمل الوزيرين زئيف الكين وتسيبي حوطيلي ونائب الوزير داني دانون، ورئيس ائتلاف الحكومة، يريف ليفين. وكان ليفين قد أعلن أن "تحالفاً جماعياً من متمردي الائتلاف يعد للتمرد، والمتمردين يعملون على جمع أكبر عدد من الوزراء والنواب والمسؤولين". وأشار ليفين إلى أنه "تعقد اجتماعات سرية تهدف إلى ضم وزراء آخرين إلى هذا التوجه ضد نتانياهو، وتنصيب الوزير يائير شامير على رأس مجموعة المتمردين". كما نقل موقع القناة، أن "ليفين سبق وأعلن في اجتماعات مغلقة، أنه سيستقيل في حال وافق نتانياهو على تسوية سياسية مع الفلسطينيين وفق خطة كيري". وكشفت صحيفة "إسرائيل اليوم"، المقربة من نتانياهو وحزبه، أن "الرئيس شمعون بيريز عارض إصرار نتانياهو على طرح مطلب الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، واعتبار ذلك لب الصراع مع الفلسطينيين". ويرى بيريز أن "إصرار نتانياهو قد يؤدي إلى إفشال المفاوضات السياسية، ويمكن التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين في هذه المرحلة بالذات، بمساعدة أميركية". من جهته لم يكتف نتانياهو وحزبه بانتقاد موقف بيريز والتصدي له، بل ذهب رئيس الحكومة، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظير الكندي، إلى مطالب وطروحات أبعد من ذلك. إذ اعتبر أن "القضية الفلسطينية ومطالب الفلسطينيين مجرد أساطير، فيما الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية هو جوهر الخلاف مع الفلسطينيين". وأشار إلى أنه "رغم عدم قيامه بطرح هذا المطلب كشرط لبداية المفاوضات، إلا أنه يرى فيه شرطاً لنهايتها". وقال نتانياهو خلال المؤتمر الصحفي: "هناك أسطورتان في الشرق الأوسط: الأولى تقول إن القضية الفلسطينية هي لب المشكلة في المنطقة، والثانية أن المستوطنات هي لب القضية الفلسطينية". وأضاف إنه "في حين يجب حل مسألة المستوطنات، وسيتم حلها في إطار الاتفاق، إلا أنها ليست لب الصراع، فهي لم تكن قائمة عندما بدأ الصراع في 1920، وذبح اليهود في يافا، ولم تكن قائمة حتى 67 عندما لم تكن اراضي الضفة تحت سيطرة إسرائيل". وأوضح أن "مصدر الكراهية لا يكمن في إخلاء المستوطنات، أو المفاوضات على حدود 67، إنما في عدم الاعتراف بدولة إسرائيل".