تنطلق اليوم أعمال الجامعة الصيفية ل «منبر الحرية 2009» من بيروت وتستمر حتى نهاية الشهر الجاري، بعدما انعقدت في المغرب في تموز (يوليو) الماضي. ويحاضر في الجامعة نخبة من المثقفين والباحثين العرب. ويشارك من المغرب الدكتور إدريس لكريني والباحث عزيز مشواط، ومن مصر الدكتور محمد حلمي والصحافية سنية البهات، ومن الولاياتالمتحدة الشاعرة والباحثة مرح البقاعي ذات الأصل السوري فيما يشارك من فرنسا الدكتور نوح الهرموزي. ويقول رئيس مشروع «منبر الحرية» الدكتور نوح الهرموزي عن انعقاد الشطر الثاني من الجامعة في لبنان إن هذا النشاط يأتي استكمالاً لفعاليات الجامعة الصيفية في المغرب، وفتح آفاق جديدة أمام المشاركين لتعميق النقاش وتلاقي المنهجيات والرؤى المتنوعة. وستعرف التوصيات التي خرج بها المشاركون في المغرب تعمقاً أكثر لتفعيل الشعار الذي رفعه «منبر الحرية» خلال فعالياته وهو محاولة مقاربة إشكاليات العالم العربي من خلال مقاربات ومنهجيات متعددة ومختلفة تؤمن بالحرية والحوار و المبادرة و الإبداع سبيلاً لتجاوز مشكلات العالم العربي. ويتضمن برنامج الجامعة الصيفية في لبنان مشاركة باحثين من مختلف التخصصات سيقدّمون تصوراتهم و رؤاهم لإشكاليات العالم العربي، كما أن طبيعة المشاركين تجعل من الجامعة فضاء خصباً لتلاقح الأفكار في اتجاه عالم عربي حر يسوده السلام ويتمتع بفرص التنمية الحقيقية. وهكذا عمل المنظمون على تفعيل شعار التنوع في المقاربات، حيث يتضمن برنامج الجامعة مداخلتين للكريني بعنوان «ظاهرة الإرهاب وإشكالات التنشئة الاجتماعية في الأقطار العربية» و «البحث العلمي في الأقطار العربية: الواقع و المأمول» ويتوقف المحاضر في المداخلة الأولى عند العوامل المغذية لظاهرة «الإرهاب» في بعدها المحلي أو الدولي، وأسبابها بين الداخلية و الخارجية، الموضوعية و الذاتية السياسية، مستخلصاً أهمية التنشئة الاجتماعية كإحدى أنجع المداخل و السبل لبناء مواطن يؤمن بالحوار والاختلاف. أما المداخلة الثانية فتقارب واقع البحث العلمي في الأقطار العربية، وانعكاسات ذلك على مسار التنمية. وتقدم البهات مداخلتين تتناول في الأولى دور الإعلام في إعادة تشكيل المنظومة القيمية وترسيخ مفاهيم الديموقراطية والليبرالية، وفي الثانية موقع النساء من منظومة الديموقراطية في مصر والمنطقة العربية. «ورشة الحرية» مداخلة أخرى تديرها مرح البقاعي وفيها تتساءل عن أهمية الحرية في تفعيل عملية التغيير الثقافي والاجتماعي والسياسي في الشرق الأوسط ودور الفئة الشابة الحاملة الحقيقية لأدوات التغيير في دقّ نواقيس الإصلاح والتحديث في منطقة تنوء بأعباء المستحقّات المتراكمة نتيجة تاريخ من الحروب المتعاقبة، وغياب الاستقرار، وتراجع التنمية.. أما الندوة الثانية فتخصصها مرح لزنبقة السلام ومقصلة الحروب في منطقة تقول عنها في ورقة تقديمية «ما أحوجنا إلى الدفع فيها بثقافة «السلام»، وترسيخ مقوماتها وأسبابها بخاصة أنها دفعت من استقرارها وحياة أبنائها ومستواهم المعاشيّ أثماناً باهظة في أجواء ضبابية من حالة اللاحرب واللاسلم»! ... وفي محاولة للاقتراب من الفكر السياسي الإسلامي والرهانات المطروحة عليه يخصص حلمي مساهمته لموضوع حاكمية الشورى في النص والوعي والتاريخ، مقاربة منهجية في الفكر السياسي الإسلامي» كما يتوقف عند ثنائية الثبات والتغيير في الثقافة العربية المعاصرة متسائلاً عن «ما الذي تغير في الثقافة العربية المعاصرة على مدى العقود الثلاثة الأخيرة». وفي سياق متصل يبحث مشواط عن سبب فشل محاولات التحديث والتجديد في المجتمعات العربية الإسلامية . وفي إطار تعدد المقاربات و تنوعها يستعرض الهرموزي واقع النظم المعرفية والتعليمية في العالم العربي ومدى ملاءمتها مستلزمات سوق العمل مع التوقف عند الحلول الكفيلة بمواجهة واقع اقتصادي معولم وسريع التغيير. يذكر أن مشروع «منبر الحرية» منظمة غير حكومية، لا تنتمي الى أية جهة سياسية أو منظومة ايديولوجية، بل يهدف الى تقديم أدبيات الحرية الاقتصادية و السياسية والأفكار والدراسات المتعلقة بها لصنّاع القرار وكل من يعنى بالحرية في العالم العربي من الطلبة والمثقفين والمؤسسات العلمية والأكاديمية ورجال الأعمال ووسائل الإعلام.