الديموقراطية ظاهرها الرحمة والإنجاز وباطنها العذاب كله والخيبات، ولنا في الربيع العربي أكبر دليل وشاهد على ذلك، وما يهمني هنا هو حال الديموقراطية في الرياضة وفي رياضتنا بالتحديد، فهل نضمن أن الأكفأ هو من يصل للمنصب، أم أن مصالح وحسابات تجعل الأمر يخضع لفلسفات بعيدة من الجدارة؟ رأينا انتخابات اتحاد الكرة ولجانه وانتخابات الاتحادات المختلفة وصدقنا كل كذبها وآمنا بشفافيتها على رغم أغلب زيفها ومكرها، ولكن ذلك لا يؤرق الجماهير لأن تلك المناصب لا تلامس شأنهم الخاص وعلاقتهم بناديهم، ولكن يبقى السؤال الأكبر.. من يستحق أن يكون رئيس ناد؟ هل الأمر بيد أعضاء الشرف، أم بأمر من يملكون المال، أم للجماهير دور في ذلك؟ نجد وبكل سهولة أن الوصول لكرسي الرئاسة يأتي إما نتيجة لقرار من الرئاسة لحاجة في نفس يعقوب بتكليفه مدة عام، والعام يصبح أعواماً، ولا أحد يعلق الجرس! أو يصل بشيكات موقعة له لتمرير فكر ورأي أناس من الخارج لداخل النادي، ويكون الرئيس مجرد واجهة ليس إلا! وأحياناً يأتي الترشيح للرئاسة رغبة من أب لابنه أو أخ لأخيه لأجل البحث عن الشهرة أو حمايته من الفراغ وأصدقاء السوء ومحاولة إشغاله بشيء عن ممارسات لا تحمد عقباها إن ترك هذا الصغير بلا شيء يلهى به! مشكلة كرسي الرئاسة أنه يمتلئ بالوعود، وما إن يجلس عليه حتى يتبخر كل شيء ويعيش الويلات حتى يأتي من يقذف من عليه خارجه ويبدأ البحث عن ساكن جديد! مزعج أن يكون انتمائي لناد أو ولائي له مرتبطاً بشخص وليس بكيان، مرتبط بمن ينفق ليقال أنفق، وليس لأجل أن يحافظ على عورات ناديه من التكشف وهتك سره. مزعج جداً أن نجد من يحب ناديه، ولكنه لا يثق بمن يتولى دفته فيمتنع عن الدعم ويحترق لحاله ويجلس يتفرج على لا شيء! الكل ينتظر أن تأتي الخصخصة وتحول الأندية لكيانات استثمارية بدلاً من كونها واجهات للشهرة والتكسب غير المشروع وغسلاً لأموال وعقول كثيرين حولها. الدور الرقابي مفقود في أنديتنا، لأن الكل مستفيد وسارق ومسروق ونافع ومستنفع ويبقى كل شيء معلقاً وبلا مستقبل يكفل لنا منظومة رياضية تسير بثبات وترسم ملامح واضحة. في رياضتنا الديموقراطية عبودية المجال والجاه وللبعض فيها مآرب أخرى! [email protected] K_batli@