في الأندية الغربية يسمح بتملك النادي من أشخاص أو شركات ويكون الهدف اقتصادياً بحتاً أكثر منه حباً للنادي وغراماً بألوانه ولاعبيه. عندنا هنا لا يوجد تملك ولكن يوجد رئيس للنادي توافق عليه الرئاسة العامة التي هي مالكة كل الأندية السعودية، ولا أدري لِمَ يغض «فيفا» الطرف عن هذا التجاوز حتى الآن. كرسي الرئاسة عندنا يأتيه صاحبه طلباً للشهرة أكثر من أي شيء آخر..! فكرسي الرئاسة كفيل بفتح الأبواب لك والدخول في تكتلات وتحالفات لا أول لها ولا آخر.. حتى لو كان كرسي رئاسة نادٍ درجة ثانية..! ودائماً ما إن يفوز رئيس جديد بكرسي الرئاسة حتى يتسابق الكل لسيرته الذاتية ويفتشون فيها هل هو مشجع للنادي أم هناك أغراض أخرى. بعض الأندية عندنا كرسي الرئاسة أشبه بملكية خاصة لا يخرج عن عائلة معيّنة من بعيد أو قريب، ونادٍ آخر يكون الكرسي بين فريقين مرة هؤلاء ومرة هؤلاء، ونادٍ آخر تكون الرئاسة محصورة فيه من أهل مدينة معينة لا يخرج التوافق عنها. يكاد يكون نادي الهلال الوحيد الذي تسلّم الرئاسة فيه من كان مشجعاً لنادٍ آخر، وهذا يدل على سعة أفق الهلاليين وبحثهم عن الكفاءة قبل الميول. الديموقراطية الهلالية تتعدى كرسي الرئاسة لكراسي أخرى، فالقنوات الرياضية مثل «الرياضية» و«روتانا» يشرف عليهما أعضاء شرف هلاليون، ولكن يسمحون للأندية الأخرى بالتطاول على الهلال وغبن حقوقه وعدم منحه ما يوازي إنجازاته هنا وهناك. حتى الصفحات الرياضية التي يقال إنها زرقاء تسمح للألوان الأخرى بالوجود على صفحاتها من دون أي قيد أو تقتير عليهم. ومن يتصفح من حوالى رئيس الهلال الحالي من مقربين ومستشارين يجدهم أبعد ما يكون عن الهلال، ومع ذلك تستمر القافلة ويمضي الهلال قدماً في مشواره. حتى بعض الأسماء الهلالية الإدارية والفنية عملت في أندية غير الهلال ونجحت وأخلصت في عملها، ولنا في الدكتور عبدالعزيز الخالد مثل واضح في ذلك إبان عمله في أكثر من نادٍ. الرياضة تحتاج إلى مهارة سياسية واقتصادية وإدارية، ومن يحول ناديه لممتلكات خاصة سيخسر الرهان مبكراً ويكتب نهايته بسرعه. لذا أقترح على بعض الأندية أن تسلم مفاتيحها لقلوب ليست من ألوانها وتنعم بعدها بنبض قد يجلب لها البطولات! [email protected] k_batli@