منتخبنا مشكلة في كل شيء.. إن تأهل غضبوا، وشككوا، وتحدثوا عن الحظ، وبركة دعاء الوالدين. وإن خرج من البطولة فالمشانق ستنصب في كل اتجاه.. والجلادون جاهزون، وأهل الزعيق والنعيق للتو خرجوا من عيادات الحنجرة، ليزيد صراخهم. عندما جاء محمد المسحل لإدارة المنتخب ضحكوا علينا، وقالوا إن الاحترافية والتنظيمية والاتفاقات مع الخبراء ستنقلنا إلى الصفوف الأولى، وللأسف، هذا لم يحدث ولن يحدث! منتخبنا لا تنقصه خطط وفلسفات ومهارات، ينقصه فقط من يضمن وحدته، ويدافع عن أبناءه، ويغلق الباب في وجه كل من يهزّ كيانه. لا أدري لماذا تحولت رياضتنا إلى عصر محاكم التفتيش؟! وصار الكل في عذابات واستعبادات ودخول في النوايا، ولا يفهم في المشهد إلا هو! نحن بلد يحكم بالشريعة، لو أقيم حد القذف لو مرة واحدة على هؤلاء، لعرفنا كيف نخرس تلك الألسن ونقطعها! الذات الرياضية الوطنية لا بد من إعادة اعتبار لها، ومنحها الاستقلالية الجمالية الأفضل، والحماية من تربص كل حاقد من حولها، ولا أدري، لم تستمتع القنوات الرياضية بسخافات محلليها. تخيلوا، أحدهم يصف منتخباً شقيقاً بأنه منتخب استراحات، ويرد عليه الآخر بأن منتخبنا بقايا حجاج، وتبادلا الأوصاف بينهما بما لا يليق ومن دون احترام! مباراتنا مع اليمن خضناها، وكأننا أمام تحدٍ لا مثيل له، ورعب ينتظرنا. وعندما سجل ياسر الهدف الأول، كاد أن يغمى على كثيرين ساعتها، وبحثوا عن شيء آخر ليقولوه عن ياسر، وما خرجوا إلا بأنها حسنته الوحيدة في المباراة! أصبحنا لا نحب أن يسجل لاعب ما هدفاً، ويحسب له ولناديه، أن نخسر أهون من أن نفوز، بسبب لاعب أزرق أو أصفر! وأصبحت إشارة الكابتنية غير مرغوب بحملها، بعد أن حملها من غاب وجاء، لينقذ ما يمكن إنقاذه! كل ذلك لم يأتِ مصادفة، ولكن بسبب تراكمات نقف أمامها متفرجين! لا بد لرؤوساء الأندية من وقفة حازمة مع اتحاد القدم في شأن ما يحدث للاعبيها، فهي الخاسر الأكبر للأسف، بعد كل تجمع للمنتخب، سواء كان ودياً أو رسمياً. ولو كنت مكان رئيس نادٍ يتعرض لاعبيه لحملة شرسة من الكل، لاعتذرت عن انضمام لاعبين الفريق، وحافظت عليهم بدلاً من أن يعودوا، وكرهوا كل شيء! وممن يعاني من منتخبنا هم أصدقاء اللاعبين، وما يبثونه من إشاعات، وقصص فيها أقل الحقيقة وأكثر الزيف، فننسج بعدها ألف رواية ورواية! [email protected] k_batli@