يبدو أن الحلقة الأخيرة من برنامج «الثامنة» الذي يقدمه داود الشريان دفعت بكرة الثلج إلى أكواخ «سروريين» و«إخوانيين» ومتعاطفين مع «داعش» أو «النصرة»، وألجأتهم إلى العزوف عن الرد أو الدفاع عن أنفسهم بأية صورة ممكنة، باستثناء بعض التغريدات التعريضية عبر حساباتهم في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». وطرح الشريان من خلال حلقته ما يقوم به دعاة متعاطفون مع «داعش» أو «النصرة» من تحريض للشباب السعودي على الذهاب إلى سورية للجهاد، ووجه الاتهام مباشرة إلى كل من سلمان العودة ومحمد العريفي ومحسن العواجي وعدنان العرعور، واصفاً إياهم بأنهم يحرضون الشباب على الذهاب إما إلى «داعش» أو إلى «النصرة»، وطالبهم بقوله: «فكونا من شرّكم»! وكان برنامج «الثامنة» استضاف في حلقته ليل أول من أمس (الأحد) امرأة سعودية تدعى أم محمد ذهب ابنها مسفر (17 عاماً) إلى سورية بحجة الجهاد، وقالت: «هناك من خطط لخروجه وتوجهه إلى القتال في بلاد الشام، على رغم صغر سنه»، مؤكدة أن وضعها الصحي سيئ للغاية، وصورته لا تفارقها، لاسيما أن ابنها لا يعي كلمة جهاد، على حد قولها. وناشدت أم محمد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد ووزير الداخلية مساعدتها في استرجاع ابنها، بقولها: «أنا امرأة مريضة، وابني ضاع مني ويعذب، وأتمنى أن ألتقي وزير الداخلية محمد بن نايف لأخبره ببعض الأحداث التي لا تقال على التلفزيون». وقالت لمن غرر بابنها مسفر: «اتقوا الله فينا، ونحن نصلي قيام الليل وندعو عليكم». وكشف عبدالله الدوسري والد الحميدي أحد المغرر بهم أن ابنه يبلغ من العمر 23 عاماً عندما ذهب إلى لبنان، ومنه إلى سورية. وحققت الحلقة أصداء واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وردود أفعال متباينة في مستوياتها دفعت اثنين من الأسماء المهمة الذين تناولهم الشريان بالنقد إلى الاقتصار على الردّ عبر «تويتر». وفسّر العرعور في حسابه في «تويتر» ما وجهه إليه البرنامج من نقد لاذع بأنه محاولة لإيقاف التبرعات التي تغيث الشعب السوري المنكوب، وقال العرعور في تغريدة له بعد الحلقة بساعات: «حين ترى سفيهاً أو سفيهة يتعالم بالدين، فاعلم أنه يريد أن يحرم ما أحل الله، ويحل ما حرم الله، ليشفي غليل شهواته بدعوى تحرر الفكر». وأضاف في تغريدة أخرى: «لا يُغيظ جمع الأموال للأطفال المتجمدين برداً، والشيوخ الميتين جوعاً، إلا سفيه عدو للإسلام والإنسانية يفرح بجمع الأموال لبرامج السفهاء والغناء»، وتابع: «سيستمر المحسنون بدعم إخوانهم المحتاجين في سورية وغيرها بالطرق المأمونة رغم أنف الحاقدين والحاسدين، ولن يستأذنوهم في ذلك فبورك بالمحسنين»، وزاد: «ما يقوم به بعضهم من التشويش على الدعم إنما يخدم أعداء الإسلام والإنسانية لتجفيف المنابع على من يتضورون جوعاً ويموتون برداً، فأغيظوهم باستمراركم». إلى ذلك، أعاد الشيخ العرعور تغريدات كتبها الدكتور محمد الفراج الذي اعتاد الظهور على قناة «وصال» في «تويتر» عبر وسم بعنوان: «داود الشريان يهاجم العريفي والعودة والعرعور»، وجاء فيها تعليقاً على البرنامج: «ذكرني بالمثل المشهور لا يرمى بالحجارة إلا الشجر المثمر! وهجومه هروب وتغطية لفشله وفشل برنامجه»، وأضاف الفراج: «نعرب للشيخ الكريم عدنان العرعور عن ودنا واعترافنا بجهوده واعتذارنا عن بذاءات وسفاهات سفهاء، ومن باب من ذب عن عرض أخيه ذب الله عن وجهه النار، وما عرف به أهل هذا البلد من إكرام الضيف ومروءات وشهامات أرجو المشاركة في الوسم السابق»، أي الوسم المذكور أعلاه. وحاولت «الحياة» الاتصال بالداعية سلمان العودة على هاتفه المحمول للحصول على تعليقه في شأن أحداث الحلقة، لكنه لم يرد، إذ اكتفى بالتلويح بمقاضاة الشريان في تغريدة له في «تويتر» قال فيها: «أخي داود، رأيي منع الذهاب لسورية أو غيرها وعليك الاعتذار علناً أو الإثبات أو الاستعداد للمحاكمة»، كما اتصلت بهاتف الداعية محمد العريفي، إلا أنه لم يرد أيضاً. واتصلت «الحياة» بهاتف الداعية السوري عدنان العرعور، لكن أحد المقربين منه، اعتذر بأن العرعور «قام بالردّ على البرنامج عبر «تويتر»، وأنه سيتواصل مع سكرتيره للتأكد من استعداده للتجاوب مع الموضوع، ونفى بعد ذلك استطاعته التواصل مع سكرتيره، «لأنه خارج المكتب»، ليجيب بعد ذلك بأن سكرتير العرعور أجاب بأنه «مشغول جداً اليوم». يذكر أن الشيخ العرعور والعودة أكدا أكثر من مرة عبر حسابات في «تويتر» وتسجيلات صوتية ومرئية في «يوتيوب» عدم حاجة الشعب السوري في ثورته ضد نظام الأسد إلى مقاتلين سعوديين، وشددا في أكثر من مناسبة على خطأ ذهاب الشبان السعوديين إلى سورية بغرض الجهاد.