اعتبر رئيس منتدى الفكر العربي الأمير الحسن بن طلال، في لقاء مع عدد من الصحافيين الفرنسيين والعرب في باريس، «ان مؤتمر جنيف (لحل الأزمة السورية) مبادرة لا دخل للعرب بها لأن الخلافات العربية تركت مساحات واسعة جداً للتدخل والاختراق الأجنبي». ولاحظ «ان جامعة الدول العربية، وان كان الاخضر الابراهيمي مبعوثاً لها وللأمم المتحدة، لا تعكس اتفاقات عربية في ما بين الدول العربية... عندما نتحدث عن الصوت العربي والمساهمة العربية في تضميد جراح العرب بيننا لا أرى توجهاً لمصالحة عربية بينية لنكلف الوسطاء الدوليين الاجانب في ان يقوموا في الدور المحمود». وعن الاحداث في سورية، قال: «بدأ الصراع شأناً داخلياً. ويشمئز الانسان بكل حواسه عندما يرى ما توصلنا اليه من تعامل وحشي في ما بيننا، ولا بد من وقف القتال. انما اصحاب الشأن، وانني لست منهم ولا أصدر الاحكام، يعتقدون ان ما يلي هذا الانهيار لما تبقى من الدولة قد يؤدي الى مزيد من الاقتتال او حرب اهلية دائمة». وقال عن احتمال مصالحة داخل سورية بين النظام والمعارضة: «ربما من المستحيل، لكن هل احاسيس المشرفين على مؤتمر جنيف مرهفة تجاه حقيقة مآسي الشعب السوري؟ أليست فكرة اشراك كافة الدول المعنية كان الواجب الاقدام عليها قبل هذا المؤتمر؟ لماذا الانتظار لمقتل 130 ألف مواطن وتشريد 10 ملايين داخل سورية؟ لماذا هذا الانتظار وهذه الصحوة المتأخرة عندما دخل موضوع (السلاح) الكيماوي؟ لان الانسان العربي ليست له كرامة في نظرة العالم ومع شديد الاسف نحن العرب لسنا بحاجة لاعداء نحن خصوم بعضنا البعض مدى التاريخ المعاصر». وعن الاوضاع في مصر قال الأمير الحسن ان «الاستفتاء أدى الى اتفاق حول وجوب العمل من خلال الدستور المصري. لكن السؤال المطروح اليوم على الجميع هل ستقدم مصر على المصالحة الاهلية ام بتجريم قطاع كبير من المجتمع؟ هل ستستطيع عملياً ان تعلي من شأن التآلف بين جميع المصريين حول مستقبل الدولة المصرية؟». وتساءل: «هل الوصفة القادمة هي كما كانت في الخمسينات والستينات عندما تدخلت الدول العربية في شؤون بعضها البعض؟ هل نعود الى نفس العلاقة البيزنطية أم نبني قواسم مشتركة؟. والقواسم المشتركة ان هناك ثلاث دول قوية في الاقليم اسرائيل وايران وتركيا. وماذا شأننا العرب هل نحن حطب جهنم الى ما لا نهاية؟».