موسكو، بوخارست – «الحياة»، رويترز، أ ف ب - قررت السلطات المولدافية طرد السفيرة الرومانية بعد أعمال الشغب التي رفع المشاركون فيها شعارات تدعو الى الانضمام الى رومانيا. في المقابل، نفت رومانيا صحة الاتهامات التي وجهتها اليها مولدوفيا بأنها لعبت دوراً في الاحتجاجات العنيفة التي تجتاح جارتها، وقالت إنها لن تفرض أي قيود جديدة على سفر مواطني مولدوفيا إليها، رداً على قيود فرضتها على سفر الرومانيين. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن الرئيس المولدافي فلاديمير فورونين في لقائه مع ممثلي مؤسسات المجتمع المدني، إن السلطات المولدافية ستبدأ العمل بنظام تأشيرات الدخول بالنسبة للمواطنين الرومانيين، كما قررت طرد السفيرة الرومانية من مولدافيا. وأضاف أن ممولي أعمال الشغب غادروا البلاد وتم اعتقال 118 شخصاً من مدبريها. وكانت المعارضة المولدافية نظمت يومي الاثنين والثلثاء تظاهرات احتجاج على نتائج الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها الحزب الشيوعي برئاسة فورونين بحصوله على 50 في المئة من الأصوات. من جهة أخرى، أكد أحد قادة المعارضة المولدافية أن ممثلي اللجنة المركزية للانتخابات رفضوا إعادة احتساب نتائج الانتخابات رغم الاتفاق الذي توصل إليه ممثلو المعارضة والرئيس بهذا الشأن الثلثاء. وقال رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي فلاد فيلات في حديث إلى «نوفوستي» إن اللجنة أخطرت الحزب برفضها، مضيفاً أن هذا الرفض أفشل الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع فورونين. وذكر فيلات أنه لا يستبعد إقدام السلطات المولدافية على اعتقال قادة المعارضة والمشاركين في الاضطرابات في شيسيناو. وقال أحد قادة الحزب الليبرالي الديمقراطي ألكسندر تيناسه إن «المعارضة لا تستطيع الإصرار على أي شيء، طالما لا تسيطر على الوضع نتيجة الاضطرابات». واعلنت الناطقة باسم وزارة الداخلية المولدافية أن الشرطة استعادت السيطرة على مبنى البرلمان ليل الثلثاء – الاربعاء بعد يومين من التظاهرات والاحتجاجات التي نظمها مناصرو المعارضة المناهضون للحكم الشيوعي احتجاجاً على خسارتهم للانتخابات النيابية. ونقلت «نوفوستي» عن الناطقة باسم الوزارة ان الشرطة «اضطرت من اجل الحفاظ على القانون والنظام لاستخدام السلاح لكنها اطلقت رصاصاً فارغاً، ويشكل عام كان الحشد مؤلفاً من شبان في حال سكر». وقالت ان الشرطة اوقفت 193 من المتظاهرين واتهمتهم «بالسرقة والنهب والبلطجة والاعتداء»، فيما عززت الأمن حول الدوائر الحكومية ووسائل الإعلام الرسمية وأقامت حواجز في شوارع العاصمة والطرق المؤدية اليها. وأعلن المدعي العام المولدافي فاليريو غوربوليا أن الشرطة اعتقلت عدداً من المشاغبين واللصوص الذين استولوا على البرلمان والديوان الرئاسي. وطالبت وزارة الخارجية المولدافية السفيرة الرومانية ليديا غوتشو بمغادرة شيسيناو، علماً ان رومانيا دعت طرفي النزاع في مولدافيا الى ضبط النفس. وأبدى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الإتحاد الاوروبي خافيير سولانا قلقه إزاء الأحداث في شيسيناو، داعياً طرفي النزاع الى الامتناع عن ممارسة العنف، مشدداً على أن الانتخابات لبت كل المعايير الدولية. ودان الامين العام للمجلس الأوروبي تيري ديفيس أعمال العنف في العاصمة المولدافية، مؤكداً أن الانتخابات تمت وفقاً للمعايير الدولية. وقال ان «المجلس والمراقبين الدوليين لاحظوا شوائب عديدة يتوجب تحسينها قبل الانتخابات المقبلة، إلا أنها لا تؤثر في النتائج». وكان متظاهرون اقتحموا مقر الرئاسة وأحكموا سيطرتهم عليه، بعدما اجتاحوا مبنى البرلمان المقابل له ، وحطموا زجاج النوافذ ورموا بالمفروشات الى الخارج وأحرقوها.