أمطرت الطائرات الحربية السورية امس ب «البراميل المتفجرة» حلب وريفها في شمال البلاد، بعد مرور ايام على تسليم وزير الخارجية السوري وليد المعلم موسكو مقترحاً تضمن ترتيبات لوقف إطلاق النار في المدينة. وتحدثت مصادر متطابقة ل «الحياة» عن وجود اقتراح سوري مدعوم روسياً بتشكيل «حكومة وحدة وطنية موسعة» للإعداد لانتخابات رئاسية بمشاركة الرئيس بشار الأسد ومرشح للمعارضة بموجب الدستور الحالي خلال ثلاثة اشهر وب «رقابة دولية». في غضون ذلك، رحبت السعودية والإمارات بقرار «الائتلاف الوطني السوري» المعارض المشاركة في «جنيف 2». وقال وزيرا الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد خلال لقائهما في ابو ظبي إن هناك «انسجاماً مع موقف البلدين الشقيقين الثابت والداعم لحقوق الشعب السوري الشقيق في تقرير مصيره والدفاع عن نفسه ضد جرائم النظام السوري، وأن البلدين يُرحبان بقرار الائتلاف المشاركة في محادثات مؤتمر «جنيف 2»، وأكدا في الوقت نفسه أن الهدف من «جنيف 2 » هو وضع حد لمعاناة الشعب السوري من خلال إحداث تحول سياسي حقيقي لا دور لنظام الأسد فيه، ذلك تنفيذاً لما جاء في إعلان «جنيف 1»، وخطاب الدعوة الموجه من الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) الذي حظي بدعم المجتمع الدولي، وأكد فيه مواقف الدول الداعمة للشعب السوري كما جاء في إعلان لندن 2013، وباريس 2014» لمجموعة «اصدقاء سورية»، وفق بيان «وكالة الأنباء السعودية». ميدانياً، اعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان الطيران الحربي نفذ غارات على احياء في مدينة حلب وريفها ترافقت مع قصف الطيران المروحي ب «البراميل المتفجرة» مناطق اخرى في المدينة، وذلك غداة مقتل 34 شخصاً بقصف جوي على هذه المناطق. وأضاف ان القصف طاول جسر الحج مع سقوط براميل متفجرة على حي مساكن هنانو وعشرات البراميل على الأحياء الشرقية لمدينة حلب. كما سقط برميل متفجر على منطقة في بلدة حريتان وبرميلان على قرية بردة في ريف حلب. وأشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن سقوط عشرات القتلى بالقصف ب «البراميل» والصواريخ، مضيفة ان الطيران «استهدف للمرة الأولى سوق التل التجاري في حلب القديمة وحي المشارقة اللذين تسيطر عليهما قوات النظام» السوري. في غضون ذلك، قالت مصادر متطابقة ل «الحياة» أمس، إن موسكو تتداول قبل انطلاق «جنيف 2» يوم الأربعاء المقبل، مقترحاً سورياً يتضمن تشكيل «حكومة وحدة وطنية موسعة» تعد لإجراء انتخابات رئاسية قبل انتهاء ولاية الأسد في 17 تموز (يوليو) المقبل، بمشاركة الأسد ومرشح للمعارضة وفق ما يسمح به الدستور الحالي. وكانت وكالة «انترفاكس» الروسية نقلت عن الأسد قوله خلال لقاء مع برلمانيين روس في دمشق، إنه لا ينوي التخلي عن السلطة. وأضاف: «نحن حماة وطننا. وحده الشعب السوري يمكنه أن يقرر من يشارك في الانتخابات». وأعلن المكتب الإعلامي في الرئاسة على صفحته الرسمية في موقع «فايسبوك» لاحقاً ان «كل ما نقل عن لسان الرئيس الأسد عبر وكالة إنترفاكس الروسية غير دقيق»، مشيراً إلى أن الأسد «لم يجر أي مقابلة مع الوكالة». وكان رئيس «الائتلاف الوطني السوري المعارض» أحمد الجربا أعلن بعد موافقة المعارضة مساء أول أمس على المشاركة في «جنيف 2»، أن الهدف الوحيد للمعارضة من حضور المؤتمر هو تحقيق مطالب «الثورة (السورية) كاملة وعلى رأسها إسقاط الرئيس السوري ومحاكمته». ووصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الفرنسي لوران فابيوس هذا القرار ب «التصويت الشجاع». وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه «يتطلع الى تشكيل وفد المعارضة سريعاً ليكون واسع التمثيل لتعددية المعارضة السورية بما فيها النساء». ونقلت وكالة «إيتار - تاس» الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ترحيبه بقرار المعارضة السورية. وقال: «إنه القرار الصائب، فقد قلنا على الدوام إنه يجب المشاركة في هذا المؤتمر وبدء حوار مع الحكومة»، في حين شددت طهران على مقاربة واقعية» لحل الأزمة. وعكف «الائتلاف» امس على تشكيل وفده المفاوض الى المؤتمر الدولي لإبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة بالقائمة النهائية التي ستضم المفاوضين والخبراء الفنيين. وقالت مصادر المعارضة ان تعليمات الهيئة السياسية للوفد شملت ان يركز على موضوع تشكيل هيئة الحكم الانتقالية و»ألا ينجر الى فخ التفاصيل» المتعلقة ب «اجراءات بناء الثقة». وأعلنت «الجبهة الإسلامية» التي تضم اكبر الكتائب الإسلامية المقاتلة امس رفضها محادثات جنيف. وقال «أبو عمر العضو» البارز في «الجبهة الإسلامية»، على حسابه على موقع «تويتر»، إن مستقبل سوريا سيتشكل (هنا) على ارض البطولة وسيوقع بالدماء على جبهات القتال وليس في مؤتمرات «جوفاء» يحضرها من لا يمثلون حتى أنفسهم». في غضون ذلك، دعا «ابو بكر البغدادي» زعيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الفصائل المسلحة التي تقاتل ضد تنظيمه الى الصلح والتفرغ لقتال «النصيرية والروافض» في اشارة الى النظام السوري، وذلك في تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية. وقال: «ها هي الدولة تمد يدها اليكم، لتكفوا عنها لتكف عنكم، لنتفرغ للنصيرية. هذا نداء نوجهه الى كل مجاهد يجاهد في سبيل الله من الكتائب في بلاد الشام، اذكره ان المعركة معركة الأمة وأن المستهدف هم المجاهدون».