أدان البيت الأبيض قيام النظام السوري بقصف المدنيين في حلب وما حولها طيلة الأسبوع الماضي بالصواريخ والبراميل المتفجرة. وذلك في قوت هدد فيه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بعدم المشاركة في مؤتمر جنيف2 الذي يبحث الأزمة السورية، إذا تواصل القصف الجوي العنيف الذي تشنه قوات النظام على حلب وريفها منذ تسعة أيام. فقد أدان البيت الأبيض في وقت متأخر مساء الاثنين قصف النظام السوري الأخير للمدنيين بالصواريخ والبراميل المتفجرة، وقال إن على دمشق أن تحترم التزاماتها بعدم إعاقة المساعدات الإنسانية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جي كارني إن "القصف قتل في نهاية هذا الأسبوع 300 شخص، من بينهم عدد من الأطفال"، وأضاف أن على النظام السوري أن يفي بالتزامه في نوفمبر/تشرين الثاني بفعل المزيد من أجل تسهيل إغاثة آمنة لملايين السوريين من الاطفال والنساء المحتاجين لإغاثة عاجلة. وفي نفس السياق قال الأمين العام للائتلاف بدر جاموس في بيان أصدره المكتب الإعلامي للائتلاف مساء الاثنين إنه "في حال استمرار القصف الذي يمارسه نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد ومحاولته لتصفية الشعب السوري، فإن الائتلاف لن يذهب إلى مؤتمر جنيف". وأضاف جاموس أن الهيئة العامة للائتلاف ستتخذ قرارا بشأن المشاركة في جنيف2 أثناء اجتماعها يوم 4 يناير/كانون الثاني المقبل. وتساءل "إذا لم تستطع الدول الضغط على النظام لإيقاف عملياته في التدمير الشامل المخيف، فكيف يمكنها أن تضغط في جنيف2 على النظام للاتجاه نحو الحل السياسي وتطبيق بنود جنيف1؟ في إشارة إلى اتفاق يعود تاريخه إلى يونيو/حزيران 2012 وينص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، دون التطرق إلى مصير الأسد. وسبق للائتلاف أن أعلن موافقته على المشاركة في المؤتمر بشرط ألا يكون للرئيس بشار الأسد أي دور في المرحلة الانتقالية، وهو ما ترفضه دمشق معتبرة أن مصير الأسد يحدده "الشعب السوري" عبر صناديق الاقتراع. تدابير عاجلة من جانبه، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا إنه "من المعيب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات تجاه السلاح الكيميائي ويسمح للنظام بقتل أبناء الشعب السوري بالأسلحة التقليدية وبشكل ممنهج ويومي"، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بتدمير الترسانة الكيميائية السورية الذي وافقت عليه دمشق. وجاءت تصريحات الجربا أثناء اتصال هاتفي مع وزيري الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ أطلعهما فيه على الاعتداءات اليومية التي يقوم بها النظام عبر استخدامه البراميل المتفجرة والطيران الحربي مخلفاً عشرات القتلى والجرحى. وطالب "باتخاذ التدابير الفورية والعاجلة لدفع المجتمع الدولي نحو وقف عدوان النظام المستمر، وإلزام النظام باحترام التزاماته الدولية والإنسانية كما التزم بتسليم سلاحه الكيميائي". وفي وقت سابق قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة إن تقصير المجتمع الدولي تجاه الأزمة السورية وعدم إيجاد حل سياسي عادل لها ينذر بكارثة ليس على سوريا فحسب، وإنما على المنطقة بأكملها. وأضاف طعمة الذي يزور الدوحة حاليا للجزيرة إن من أهم أولوياته الأمن والاستقرار وتحسين معيشة الناس وقدرتهم على الصمود ضد النظام، معتبرا أن جنيف2 مؤتمر إجرائي وليس تفاوضيا هدفه تحقيق أهداف مؤتمر جنيف1. وكان المبعوث العربي والأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قد كشف الجمعة الماضية أن 26 دولة ستشارك في مؤتمر جنيف2، فضلا عن الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة. وقال الإبراهيمي إن من بين الدول التي ستشارك في المؤتمر السعودية وقطر والجزائر ومصر وعمان وإندونيسيا وتركيا والعراق والأردن.