تسجل سوق المكاتب العقارية في لندن أعلى نشاط خلال السنوات الأربع الماضية، مع مشاريع يصل اجمالي مساحتها الى 9.7 مليون قدم مربعة تتوزع على 71 مخططاً قيد البناء. وأشار استطلاع للقطاع العقاري اللندني أجرته خدمات الاستشارات العقارية في «ديلويت»، إلى ثقة متزايدة في سوق المكاتب العقارية التجارية في لندن، إذ أُطلِق 28 مشروعاً عقارياً جديداً في أنحاء العاصمة البريطانية. ويُتوقع أن يشهد العام المقبل تسليم مشاريع يصل إجمالي مساحتها الى 6.6 مليون قدم مربعة، كما أُجِّر أكثر من مليوني قدم مربعة من مكاتب لا تزال قيد الإنشاء، ما يدل على زيادة ثقة المستأجرين بسوق العقارات البريطانية. ومن أبرز المشاريع العقارية لعام 2013، استحواذ مجموعة «سانت مارتنز بروبرتي غروب»، وهي شركة الاستثمار المعتمدة من الحكومة الكويتية، على «كندا سكوير اي 14» في مقابل 383 مليون جنيه استرليني في كانون الثاني (يناير) 2013، وعلى «مور لندن أس اي1» في مقابل 1.7 بليون جنيه استرليني في كانون الأول (ديسمبر) 2013. وفي أيلول (سبتمبر) 2013، استحوذت «أشبي كابتل» المعتمدة من وكيل سعودي على «200 ألدرزغايت اي سي1» في مقابل 225 مليون جنيه، بينما شهد تموز (يوليو) 2013 افتتاح «ذي شارد» في لندن والذي تملك قطر 95 في المئة منه، وهو يعد أعلى مبنى في أوروبا الغربية. وفي أيلول الماضي أيضاً، استحوذ مستثمر من الشرق الأوسط على «لندن ايش كيو ان أس اي1» التابع ل «أي بي أم لندن»، من شركة «أمزبروب» لصاحبها اللورد شوغار، في مقابل 120 مليون جنيه. وعلّق مسؤول قطاع العقارات في «ديلويت الشرق الأوسط» روبن وليامسون على نتائج الاستطلاع قائلاً: «سيشهد عام 2014 إنجاز عدد كبير من مشاريع المكاتب العقارية وتسليمها لتصبح متوافرة في وسط لندن للسنوات ال 10 المقبلة، وهذا خبر جيّد للشركات التي تبحث عن مكاتب نظراً إلى قلة المعروض حالياً وتزايد الطلب». وأضاف: «ولكن لا يُتوقع أن تتزايد المكاتب المتوافرة في السوق العقارية في شكل كبير العام المقبل، إذ تُظهر المؤشرات أن المستأجرين سيحجزون مكاتبهم قبل انتهاء عملية بنائها، لذا فإن المساحات المتوافرة للإيجار ستستمر في التقلص، اذ إن أقل من نصف المكاتب المنجزة خلال الأشهر الستة الأخيرة كانت متوافرة للإيجار، بينما استُؤجر النصف الثاني سلفاً قبل انتهاء بنائها». وأشار وليامسون إلى أن «أسواق المكاتب العقارية تتشابه بين لندن والشرق الأوسط، خصوصاً لجهة الطلب المستمر على العقارات الفخمة وارتفاع معدلات الإيجار». وشدد على أن «تأجير المكاتب قبل إنجازها يبقى أمراً نادراً في الشرق الأوسط مقارنة بلندن، وما من مؤشر إلى أن هذا الأمر سيتغير في المستقبل القريب».