ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    العدالة والتنمية.. وجهان لعملة المحاماة الحديثة    لمن القرن ال21.. أمريكا أم الصين؟    مترو الرياض    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    ورشة عمل لتسريع إستراتيجية القطاع التعاوني    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    أوروبا تُلدغ من جحر أفاعيها !    المرجع حسين الصدر ل«عكاظ»: ندعم تنامي العلاقات السعودية العراقية    استشهاد العشرات في غزة.. قوات الاحتلال تستهدف المستشفيات والمنازل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    رينارد يُبرر مشاركة سالم الدوسري ونواف العقيدي    دراغان: مشاركة سالم الدوسري فاجأتنا وكنّا مرهقين    أوسيك يحافظ على ألقابه ويبقى بطلاً للوزن الثقيل بلا منازع حاصداً 5 أحزمة تاريخية    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية في النواحي التشريعية والقانونية يقودها ولي العهد    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    القصيم تحقق توطين 80% من وظائف قطاع تقنية المعلومات    رحلة تفاعلية    المنتخب العراقي يتغلّب على اليمن في كأس الخليج 26    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية "أرويا"    المدينة المنورة: وجهة استثمارية رائدة تشهد نمواً متسارعاً    مشاهدة المباريات ضمن فعاليات شتاء طنطورة    وزير الداخلية يبحث تعزيز التعاون الأمني ومكافحة تهريب المخدرات مع نظيره الكويتي    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    39955 طالبًا وطالبة يؤدون اختبار مسابقة "بيبراس موهبة 2024"    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    السعودية تستضيف غداً الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير الشرقية يفتتح المبنى الجديد لبلدية القطيف ويقيم مأدبة غداء لأهالي المحافظة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    المملكة ترحب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن فلسطين    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدرب التعاون ل «الحياة»: لا بد أن نفرق بين الطموح والطمع
نشر في الحياة يوم 19 - 01 - 2014

أوضح المدير الفني للفريق الأول بنادي التعاون الجزائري توفيق روابح أنه عازم على بناء فريق قوي بإمكانه مقارعة الأندية الكبيرة من خلال مشروع يمتد ثلاثة مواسم، وتمنى أن يتفهم محبو وعشاق ناديه هذه السياسة ويحترموها، مبيناً أن وصول ناديه إلى المركز الثالث لم يأت بمحض الصدفة أو لضعف الدوري السعودي، وإنما جاء بعد جهد وتعب وتضافر جهود رجالات ناديه مع الجهازين الفني والإداري واللاعبين، مؤكداً أن فريقه مازال في طور الإعداد وينقصه الكثير. وشدد مدرب التعاون في حوار مع «الحياة» على أن ناديه لن يستقطب أي لاعب إلا بعد درس سيرته الذاتية سواء داخل الملعب أم خارجه، ودرس مدى حاجة الفريق إليه، فإلى الحوار:
حضرت في أواخر الموسم الماضي عندما كان التعاون من أبرز المرشحين لمغادرة دوري الكبار، لكنك ذهلت من الفريق الذي شاهدته ولم ترغب في الاستمرار وفضلت فسخ العقد بالتراضي!
- لم تصل إلى مرحلة الذهول، لكن الإخوان هنا حاولوا أن يشرحوا لي وضع الفريق قبل التعاقد معي، ومن الصعب أن تصل المعلومة كما هي في ظل الأوضاع التي كان يعيشها النادي، حاولوا تقريب الصورة الصحيحة لي بأمانة، لكن بعد حضوري إلى النادي وجدت صورة أصعب بكثير وخلاف ما تم نقله إلي، وبحسب المفاوض التعاوني فإن الأزمة التي كان يعيشها الفريق أزمة نفسية جراء نتائجه، وهذه تمر بأي فريق، لكن بعد استلامي زمام الأمور في النادي اتضح أن الأزمة متعددة الجوانب وليست نفسية فقط، منها أمور داخلية ومادية ونقص في المعدل البدني، ولكن الحمد لله رب العالمين، فبتوفيقه وبتكاتف الجهود استطعنا الوصول إلى الهدف المنشود.
ولكن كيف تكون هناك ظروف مادية صعبة في ظل وجود كبار الداعمين؟
- كان هناك تأخر في الرواتب الشهرية خمسة أشهر، ودائماً اللاعبون يجدونها حجة حينما تكون النتائج سلبية فيبحثون عن مخرج، وإذا طالبتهم ببذل مزيد من الجهود والتركيز يقولون لي هناك تأخر في صرف الرواتب ومقدمات العقود، وهذا من ضمن الأسباب التي تم إرجاع تردي وضع الفريق إليها، لكنني دائماً أشدد على اللاعبين في أن حقوقهم مضمونة بحكم العقد المبرم مع النادي، وأن المال ليس كل شيء، وأرى أن هناك مبالغة كبيرة في هذا الجانب من اللاعبين.
هل تقصد أنك عالجت العامل النفسي أكثر من البدني؟
- في نهاية الموسم كان هناك تعب وإرهاق، وكنت بكل صراحة أرغب في مغادرة الفريق إذا بقيت الحال على ما هي عليه، لكني لمست رغبة شديدة لدى رجالات النادي بتغيير الأمور والخروج بمشروع يليق بسمعة وتاريخ النادي، وهذا ما أدى إلى تراجعي عن قرار الابتعاد.
انتهى الموسم التعاوني بخيره وشره وحقق الفريق البقاء من الباب الضيق، ولم يتبق هذا الموسم من تركيبة اللاعبين سوى حارس المرمى فهد الثنيان والمدافع سند شراحيلي، هل هذه الرغبة جاءت من الإدارة التعاونية أم من توفيق روابح؟
- بعد الأزمة التي مر بها الفريق، وليس تقليلاً من التركيبة التي كانت موجودة، كانت هناك ظروف متعددة ورؤية مشتركة مع إدارة النادي على أساس أن تكون القطيعة مع كل شيء سابق كي نبني فكراً جديداً، إذا أحببت بناء فكر جديد لا بد أن يكون مع لاعبين جدد، ولن تستطيع بناء هذا الفكر مع اللاعبين السابقين لأنهم سيدخلونك في متاهات كثيرة، وكان من المستحيل استمرار المجموعة القديمة، فحافظنا فيها على سند وفهد لكونهما من أهم أعمدة الفريق، إذ كان هدفنا بناء مشروع فريق جديد يحمل فكراً جديداً.
ولكنك استغنيت أيضاً عن أسماء طالما اعتمد عليها الفريق في الأعوام الماضية، من ضمنهم قائد الفريق محمد الراشد وصانع ألعابه أحمد الحربي على رغم أنهم ما زالوا قادرين على العطاء أعواماً مقبلة؟
- من دون ذكر الأسماء، الفكرة العامة تغيير جلد الفريق تماماً، ومن الصعب أن تبني فكراً جديداً وتضخ عقلية وذهنية جديدة داخل المجموعة السابقة التي اعتادت طريقة معينة في التسيير والتعامل مع الأوضاع المحيطة بالنادي، صعب أن تغير فكر من أمضوا أعواماً في النادي، صحيح أنه كان هناك نوع من المجازفة، ولكن هذا وارد في كرة القدم، أن تجازف عندما تعتزم على تغيير جلد الفريق أكثر من 90 في المئة، فهذه بحد ذاتها مجازفة، ولكن من دون الدخول في التفاصيل كان تغيير جلد الفريق ضرورة حتمية، ولم يكن لدينا خيار آخر.
المقرب من الشارع التعاوني يرى أنك صنعت فريقاً مهيباً خلال معسكر تونس، فاللاعبون أنفسهم كانوا مع أندية أخرى ولم يقدموا القتالية والروح العالية التي هم عليها الآن بإشرافك؟
- الانتدابات التي استقطبناها للفريق كانت مدروسة في شكل كبير، إذ لم نكتفِ بالقيمة الفنية للاعب فكنا نبحث في سيرته الفنية وأخلاقه وإيجابياته وتصرفاته داخل المجموعة، وكان عملاً كبيراً ما قام به الجهاز الفني والإداري على حد سواء، وبعدما وقع الاختيار على هؤلاء اللاعبين وفق معايير محددة ليتوافق مع الفكر الجديد المرسوم لصناعة فريق مغاير، ونجحنا في النهاية في انتداب مجموعة مميزة تتوافق مع الفكر المرسوم، ودائماً تتشكل ملامح الفريق في المعسكر الإعدادي قبل بداية الموسم، عشنا البداية هنا في بريدة وبدأت ترتسم معه الخطوط الأولى لملامح المجموعة من ناحية التعايش والانضباط، وكان معسكر تونس خير إعداد، إذ كانت جميع الأمور تسير بحسب ما رتب لها بعد أن استطاع اللاعبون استيعاب الفكر الجديد وما ينتظر منهم، ولمسنا منهم الرغبة الجامحة والانضباط من جميع النواحي، ولله الحمد خرج الفريق من معسكر تونس بشخصية معينة وبفكر مقبول جداً يمكنه أنه ينافس بل يدخل المنافسة بقوة.
هل كنت في المعسكر تتحدث مع كل لاعب على حدة أم تحدثهم في شكل جماعي بما هو مطلوب منهم؟
- كان هناك جلسات فردية بحسب كل لاعب وما ننتظره منه وتصحيح الأخطاء التي يقع فيها سواء داخل أو خارج المستطيل الأخضر، نفس الشيء على الجانب الجماعي كنا نجتمع بهم ونحاول ضخ فكر معين.
نسمع كثيراً على مدار الأعوام الماضية من المدربين في الملاعب السعودية قبل بداية كل موسم أنهم سيعتمدون على الوجوه الشابة، لكن سرعان ما تتغير هذه الأقاويل ويبحثون عن لاعبين جاهزين، لكن توفيق روابح طبق هذه المقولة على أرض الواقع ومنح أكثر من ستة لاعبين من أولمبي النادي الفرصة كاملة، ألا تعتبر هذه مغامرة؟
- المغامرة والمجازفة دائماً موجودة في كرة القدم، ويبقى هذا العمل مشتركاً وليس عملاً شخصياً لتوفيق روابح فقط، الاستراتيجية التي كنا نتبعها هي جلب من 11 إلى 12 لاعباً بإمكانهم انتشال الفريق، وعدم جلب لاعبين بدلاء يكلفوا خزانة النادي الشيء الكثير ولا يؤدون في نهاية المطاف ما هو مأمول منهم، لذا رأيت أن نمنح الشباب الموجودين في الفرصة، ومهما تكن القيمة الفنية لأي نادٍ فلا بد من أن يكون لأبنائه حضور داخله لأجل استمرار نجاحه.
هل ترى أن ضعف الدوري السعودي هو من سهل وصول فريقك إلى مراكز متقدمة أم أن فريقك بات من الأندية القوية؟
- لا أشاطر الطرح الذي يقول إن الدوري ضعيف، لو عدنا إلى الجولات لوجدنا تنافساً كبيراً وتقارباً نقطياً، ولم نكن نستطيع التكهن بأن نادياً معيناً يستطيع أن يتغلب على الآخر، كل الأندية، بما فيها متذيلة الترتيب، باستطاعتها التغلب على فرق المقدم، وأعطى تقارب المستوى تنافساً وقوة إضافية للدوري، وعندما نتحدث عن فريقي فهو يمتلك إمكانات لا بأس بها من الناحية الفردية والجماعية، ومن دون مبالغة ففريقي ما زال يحتاج إلى مزيد من العمل لوجود نقص في بعض المراكز، ومن المستحيل أن تصنع فريقاً كاملاً خلال موسم واحد فقط، المشوار ما زال طويلاً كي يستحق فريقي أن نطلق عليه فريقاً قوياً.
ذكرت أن المستويات متقاربة وبإمكان أي فريق الفوز على الأندية الكبيرة، فسر لنا سبب حزنك الكبير بعد خسارة فريقك أمام الهلال، إذ إنك بعد المباراة جلست وحيداً على دكة البدلاء حتى موعد المؤتمر الصحافي؟
- بكل بساطة دخلنا هذه المواجهة لأجل الفوز، ونحترم كل الأندية سواء الهلال أم غيره، المجموعة قدمت مباراة كبيرة وأدوا جهوداً كبيرة، ومن الطبيعي حينما لا تصل إلى الهدف فمن الصعوبة أن تهضم الهزيمة، علاوة على الجهد المبذول من اللاعبين، كنا نستحق الفوز والعلامة الكاملة، وكوني أول المسؤولين عن نتيجة المباراة تأثرت على ضياع النقاط.
بعد الجولة ال10 من الدوري لاحظنا على الكابتن توفيق روابح كثرة التغييرات سواء على مستوى العناصر في التشكيل الأساسي أم تغيير مراكز اللاعبين أثناء سير المباراة، وهذا من وجهة نظرنا ما تسبب في خسارة الفريق في لقائي العروبة والنصر، وكذلك خروجه من دور الثمانية من كأس ولي العهد؟
- منذ دخول الفريق بطولة كأس ولي العهد أصبحنا نلعب كل ثلاثة أيام مباراة، هذا من جانب، والجانب الآخر تزامنت هذه الفترة مع تعرض عناصر مؤثرة في الفريق للإصابات، ونحن نتحدث عن إيفولو ورتشي وشادي وفهد حمد، وأصبحت الأمور صعبة في ظل تقلص الخيارات المتاحة، فالخيارات ليست في الشكل الواسع، أنا قريب من الفريق وأسعى للاستقرار على تشكيل مثل حال بقية المدربين، لكن الظروف أجبرتنا على التغيير، لذلك أصبحنا في مشكلة كبيرة وسيرنا الأمور بحسب الخيارات المتاحة، وكأننا نرقع في الفريق للخروج من هذه المرحلة التي مر بها بأقل الخسائر.
نحن الآن في فترة الانتقالات الشتوية، وذكرت أن لديك نواقص في الفريق، لماذا لم تلب إدارة النادي حاجاتك وتجلب لاعبين لتدعيم بعض المراكز؟
- المشكلة ليست بيد إدارة النادي، نحن نسير وفق خطة عمل مدروسة، ولا نستقطب إلا لاعبين بإمكانهم عمل الفارق على مستوى الفريق، ولكن أن نستقطب لاعبين لأجل الاستقطاب فهذا لن يكون، منذ شهرين ونحن نبحث عن لاعبين في المراكز التي تحتاج إلى تدعيم في المواصفات المطلوبة تستطيع تقديم الإضافة، وحتى الآن لم نعثر على اللاعب المناسب، نعم السوق الآن مفتوحة ولدينا بعض النواقص في الفريق، لكن لم نعثر حتى الآن على اللاعب المناسب.
خمس مواجهات غاب فيها المهاجم إيفولو عن التهديف ولم يستطع روابح إيجاد البديل المناسب، على رغم وجود المهاجم بدر الخراشي وثامر المشيقح؟
- أنا لا أتكلم عن هذه الحال تحديداً، إلا أن هناك تبايناً في المستوى بين اللاعب الأساسي والبديل، حاولنا إيجاد حلول لتنشيط الشق الهجومي للفريق، وفي بعض المواجهات نجحنا وفي أخرى لم ننجح، المشكلة ليست في غياب إيفولو فقط! هناك لاعبون فقدهم الفريق جراء الإصابة مثل عبده حكمي وفهد حمد ورتشي وشادي وهم من الركائز الأساسية، وهذا بلاشك أسهم في تراجع المستوى الفني للفريق، ومازلنا نحاول الخروج من هذه الفترة بأقل الأضرار لإعادة توهج الفريق كما كان عليه في الجولات التسع الأولى.
هل أنت مقتنع بأن فريقك عاد في هذه الفترة إلى مستواه الطبيعي بعد تعافي جميع اللاعبين من الإصابة؟
- لا، ليس في الشكل المرضي لي تحديداً، فعهدنا أن الفريق أفضل بكثير مما هو عليه الآن، وعندما يعود إيفولو ورتشي وشادي وبقية اللاعبين المصابين إلى وضعهم الطبيعي سيعود الفريق إلى وضعه الطبيعي كذلك، وربما إلى وضع أفضل من السابق، وهذا ما نبحث عنه.
من الملاحظ أن روابح حريص على عدم هدر أموال الخزانة التعاونية، وهو من يحدد السقف الأعلى لكل لاعب قبل التعاقد معه؟ ما هو تعليقك؟
- لا أتبع مبدأ «أنا ومن بعدي الطوفان»، صحيح أن عمر المدرب في النادي غير معروف، لكنني لست من المدربين الذين يبحثون عن نتائج وقتية وأرهق كاهل النادي بالديون، هدفي بناء مشروع، ولا بد من أن يتوازى الجانب المادي مع الفني، ولا بد من أن يُمنح كل لاعب حقه، أي لا يقل ولا يرتفع، وعندما يمنح اللاعب راتباً ومقدماً أكبر من إمكاناته فلا ننتظر منه شيئاً، وكذلك هي الحال عندما يمنح أقل من حقه، نحن حاولنا السير وفق معيار يتناسب مع سياسة النادي المالية، وحدود المعقول لبناء فريق للمستقبل.
أين يقف دورك في اختيار اللاعبين الأجانب والمحليين في الفريق؟
- بالنسبة للانتدابات سواء الأجانب أم المحليون نقوم بدارسته فنياً من طرف الجهاز الفني، وحينما نعطي موافقتنا النهائية على اللاعب نحوله إلى الجهاز الإداري وفق عمل منظم، وكل لاعب بحسب إمكاناته، وهذا على ما أظن العمل الذي أعطى ثماراً مميزة، كل منا في حدود صلاحيته، وبالنسبة للاعبين الأجانب كنا نتلقى اتصالات وعروضاً من وكلاء لاعبين، لكن في النهاية لم نقتنع، وحاولنا استخدام علاقتنا الخاصة، أما إيفولو فأنا كنت متابعاً للدوري الفرنسي ومعجباً بإمكانات هذا اللاعب مع ناديه أو مع منتخب بلاده، وتواصلت مع وكيل أعماله الجزائري ولحسن الحظ أن عقده كان شارف على النهاية مع ناديه الفرنسي، واستطعنا بعد مفاوضات طويلة الظفر بخدماته، وكذلك تواصلت مع مدرب جزائري صديق وطلبت منه البحث عن مدافع فأحضر لنا أوتشينغ، أمام رتشي وأبوهشهش فكانوا في الدوري السعودي، وشاهدتهم من قرب وطالبت بضمهم إلى الفريق، ولهذا تم التعاقد مع هذا الرباعي لكونهم يمثلون العمود الفقري للفريق: مدافع ومحور وصانع ألعاب ومهاجم.
بعض المحللين والنقاد قالوا إن قوة ناديك ترتكز في العنصر الأجنبي وخصوصاً في المهاجم إيفولو، ولو وجدوا في أي فريق لحقق نتائج مميزة؟
- من غير المنطقي والمعقول أن تختزل عمل رجالات النادي الذين دفعوا أموالاً طائلة وقدموا عملاً إدارياً وفنياً، وجهاز طبي وجهود 11 لاعباً، في لاعب أو لاعبين أو حتى أربعة لاعبين، ولا أقلل من أهمية أو تميز هؤلاء اللاعبين، لكن أن تحصر نجاح الفريق في أربعة لاعبين فهذا غير منطقي في كرة القدم، فحتى اللاعبون المحليون في بعض المباريات هم من قادوا الفريق إلى الانتصار وكان مردودهم الفني داخل الملعب أفضل من الأجانب، وفي مباريات أخرى غاب الأجانب فحقق الفريق الانتصارات، في نظري من غير المعقول أن نقصر تميز الفريق على أربعة لاعبين، أنا أرفض أن يتم التقليل من أهمية أي لاعب، لكوننا نمتلك عشرين لاعباً جاهزاً لتمثيل الفريق، فكل اللاعبين لدينا مهمون وأضافوا الكثير إلى الفريق، ولدينا جهاز فني متكامل يقوم بعمله على أكمل وجه، وكذلك هي حال الجهاز الإداري، نجاح أي فريق في العالم يعود إلى تكامل منظومة العمل داخل النادي.
إلى أين ستذهب بفريقك هذا الموسم؟
- أنا مؤمن بأن كرة القدم ليست علوماً دقيقة، وعلى هذا الأساس فإن وضع سقف للطموح أو الحد من طموح الفريق غير منطقي، فطموحنا بلا حدود، لكن من جهة أخرى نحاول الابتعاد عن العاطفة لأن العاطفة دائماً تستعجل الأمور، ومن الممكن أن تربك وضع الفريق، فلا بد من أن نفتح باب الطموح بشرط أن نسير بعقلانية في حدود إمكانات النادي المتاحة، هذا مشروع لأعوام، وضعنا قائمة وتعداداً مئوياً قبل بداية الموسم وصلنا إلى60 في المئة من هذا التعداد، وهذه نسبة مقبولة جداً لكوننا في الموسم الأول من هذا المشروع، وفي الموسم القادم بإمكاننا العمل 20 في المئة، والموسم الثالث نبحث عن البقية، ونحاول أن نسير بالنادي وفق الإمكانات المتاحة، ويجب علينا أن لا نخلط بين الطموح والطمع، ولو نظرنا إلى الجماهير ومحيط النادي لوجدنا مزجاً بين الطموح والطمع، وهذا شيء يجلب الخوف لكونه سينتج ضغطاً غير مقبول، فعندما تضغط على فريق أكثر من اللازم ستكون الأمور سلبية أكثر من كونها إيجابية، وهذه الرسالة التي أحب إيصالها إلى جماهير ومحبي النادي، يجب علينا عدم استعجال الخطوات، مشروعنا يمتد أعواماً، ويجب على الجميع احترامه وينبغي أن لا ننجر خلف العاطفة.
بعد تعاقد نادي التعاون معك، بحث الكثير من التعاونيين عن السيرة الذاتية لروابح، فلم يجدوه إلا مدرباً مغموراً لم يسبق أن أشرف على أي فريق خارج الجزائر، ولكنك استطعت قيادة النادي من المنافسة على البقاء إلى مزاحمة الكبار على مراكز المقدم، هل جئت هنا لأجل المال أم لصناعة اسم لتوفيق روابح؟
- المال وحده لا يعني لي أي شيء ولا يلبي رغباتي، كانت لدي رغبة في تغيير الأجواء وبدء مرحلة جديدة خارج البلاد، والمدرب مطالب في حياته التدريبة بخوض تجارب مختلفة، في الأعوام الماضية كان لدي عروض من أندية خليجية، ولم أقبلها لظروف كنت أمر بها في ذلك الوقت، وجاء العرض التعاوني في توقيت مناسب، وكنت متحمساً لخوض تجربة خارجية، وأنا مدرب أحب التحدي وسبق أن خضت تحديات صعبة في الجزائر، وأحب أن أبدأ دائماً في أوضاع صعبة وأن نصنع فريقاً قوياً في ظل هذه الظروف والأوضاع، وهذا أمر يستهويني كثيراً بصفتي مدرباً أعشق المغامرة، كنت أبحث عن عقليات مختلفة وبيئة مختلفة، فهذا يزيد في خبرة المدرب.
هل نفهم من جوابك أنك حضرت إلى السعودية لصناعة تاريخ لشخصك حتى يعرفك الجزائريون قبل السعوديين ويفتخروا بمدرب قاد فريقاً من الهاوية إلى منافسة الكبار؟
- أولاً أنا أفتخر بجزائريتي ولا أنتظر من الجزائريين أن يفتخروا بي، أما بالنسبة إلى معرفة الجزائريين بي فهذا ليس صحيحاً، فأنا دربت 10 أندية في الجزائر، والجميع هناك يعرفني، كما أنني شخصياً أحب أن أعمل بعيداً عن الضجة الإعلامية، كما أن دراستي وحصولي على بكالوريوس رياضي هو من قادني إلى التدريب، ولا أخفيك سراً أنه كان بيني وبين عائلتي صراع على دخولي مجال التدريب، لحبي لكرة القدم فقط، ليس لأجل الشهرة ولا المال.
هل تعتبر نفسك محظوظاً في وجود جهاز إداري مميز وإدارة شابة ومجلس تنفيذي داعم لناديك؟
- كرة القدم وحياة المدرب مع أي ناد من الممكن أن تنتهي في ظرف أسبوع أو شهر، وهذه أقدار! والأموال مهما كانت فهي تأتي وتذهب، وأنا تشرفت بمعرفة رجالات التعاون من دون تحديد اسم بعينه، وتعرفت عن قرب على شخصيات مهمة وقديرة، وهذا هو الأهم منذ قدومي إلى نادي التعاون، وهذا بحد ذاته يعني لي الكثير.
بعيداً عن نادي التعاون نبارك لك تأهل منتخب بلادك للمحفل الدولي في البرازيل، كيف ترى هذا التأهل كونه منتخباً عربياً وحيداً سيشارك في نهائيات كأس العالم؟
- فرحت كثير بالتأهل بصفتي جزائرياً، وكنت أتمنى مشاركة عربية أوسع في هذا المحفل الدولي، ولكن الأمور لم تسر وفق الأماني للمنتخب السعودي والتونسي والمصري والأردني، وهذه المنتخبات كان لديها إمكانات الوصول، بيد أن لكل منتخب ظروفه الخاصة، بالنسبة لمنتخب الجزائر تحصل على تأشيرة المشاركة عن جدارة واستحقاق خلال مراحل المنافسة، فهو منتخب جيد ومدربه والاتحاد قدموا عملاً كبيراً واستفادوا من اللاعبين الجزائريين المشاركين في المنافسات الأوربية، هناك عمل ملموس فهذه هي المرة الثانية على التوالي التي يتأهل المنتخب للنهائيات، وهذا إن دل فإنما يدل على العمل الذي يسير في الشكل الصحيح.
ولكنها المرة الأولى التي يتأهل بقيادة مدرب أجنبي؟
- نعم، تأهلنا في مناسبتين مع المدرب القدير رابح سعدان، وهذا المرة مع مدرب أجنبي، وهذا يدل على استراتيجية لمنظومة العمل الذي يقوم به اتحاد كرة القدم.
ماذا يعني لك اسم رابح سعدان وهل سبق أن عملت معه؟
- اسم كبير، أعتقد أنه من المدربين القلة الذين أعطوا الكرة الجزائرية كل شيء، ولا يستطيع أي مدرب أن يؤهل منتخب بلاده لكأس العالم في مناسبتين، شخص محترم جداً من الجانب الإنساني أو بصفته مدرباً، وهو من الأرقام الصعبة في الكرة الجزائرية، وسبق أن عملت معه في نادي وفاق سطيف الذي كانت بدايتي الكروية فيه، وكانت تجربة مفيدة جداً كما استفدت من خبرته.
ربما يأتي هذا الإطراء لكونه معجباً بشخصية وإمكانات توفيق روابح... ولكونه هو من أشار على إدارة التعاون بالتعاقد معك؟
- لا، ليس كذلك، فحينما تعمل مع شخص تعرف قيمته فنياً يجب عليك احترامه، وهذا كلام ليس مجاملة لسعدان ولكنها الحقيقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.